جاءت الأية لتأييد النبى ﷺ والدفاع عن دعوته وتسليته عما يلقاه وحثه على الصبر والرد على ادّعاءات المشركين.
ج - قال تعالى :(ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين) النحل/١٢٣.
إنه إبراهيم عليه السلام الذى وصفه الله بأنه أمة حنيفا قانتا شاكرا لأنعمه اجتباه وهداه إلى صراط مستقيم، وأنه له في الدنيا حسنة، وفي الآخرة لمن الصالحين، لذا أمر الله رسوله أن ينهج نهجه ويسلك دربه الذي ارتضاه له.
الفوائد التربوية من ذكر الوحي :
١ - أوحى الله لرسوله ﷺ باتباع ملة إبراهيم عليه السلام. والأمر بالإتباع في الأصول، أما الفروع فإنها مختلفة، قال تعالى (لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجاً) المائدة / ٤٨؛ لاختلاف الظروف والأحوال، وتطور الزمان، ولكن المراد أن الرسالات جميعا تلتقى على منهاج واحد وكلاهما صدر من مشكاة واحدة، وأن أصول التشريع واحدة. ولو ألزم الله رسوله بالاتباع في الفروع لمن سبقه من الرسل لكان في هذا مشقة بالغة يصعب تطبيقها وهذة رحمة من الله لعبادة تستوجب الشكر.
٢ - وفي أمر الله لرسوله باتباع ملة إبراهيم نعمة عظيمة على رسوله ﷺ وعلى أمته من بعده فإبراهيم عليه السلام خليل الرحمن، والخليل يعطي خليله أحسن ما عنده وأطيبه، فملة إبراهيم خير الملل وتكليف رسول الله ﷺ باتباعها هداية إلى تلك الخيرية.


الصفحة التالية
Icon