٣ - وفيه زيادة الثقة لدى المؤمن وزيادة يقينه بربه واعتزازه بدينه، هذا الدين الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ففي الأمر باتباع ملة إبراهيم إشاعة للأنس في نفس رسول الله ﷺ وفي نفس أمته مما يشجع المسلم للدفاع عن عقيدته، والتضحية لأجلها، وفي ذلك تطهير لنفس الإنسان من الكسل والجبن والنفاق، ومواصلة الطريق الذى بدأه الرسل عليهم السلام قال تعالى :(لقد كان لكم فيهم أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر ومن يتولّ فإن الله هو الغني الحميد) الممتحنة / ٦. وإذا تربت الأجيال على ذلك واقتدت بالرسل عليهم السلام واهتدوا بهديهم فإن المستقبل الأمثل لهذا الدين بإذن الله.
٤ - أشارت الآيات إلى أن موقف الناس من الهداية، يقسم إلى قسمين : فمنهم من استجاب فاهتدى، ومنهم من ضل فغوى. والهداية أنواع : هداية الفطرة، وهداية الدعوة، وهداية التوفيق والإلهام، وهداية الجنة (٢٥). وهذه الهدايات مترتبة على بعضها : الفطرة والعقل تقود للهداية، والهداية تقود للتوفيق ومن ثم يكون دخول الجنة (٢٦).
والدعاة إلى الله عليهم الاستفادة من هذه الأنواع في تربيتهم للمدعوين للاسلام والتركيز على جوانب الفطرة ومحاولة إزالة ما يمنعها وما ران عليها من المعاصى والآثام لتعود إلى ربها لأن الإنسان لن يصل إلى التوفيق والهداية إلا بتكثيف الجهود بالدعوة واستغلال وسائل الإعلام القديمة والحديثة والرد على الشبهات والأباطيل.
الفصل الثانى : الفوائد التربوية من ذكر النعم المادية
أولاً : نعمة الوجود :
قال تعالى :(خلق الإنسان من نطفة فإذا هو خصيم مبين) النحل/٤