المعنى الإجمالي : ركّزت الآية على مرحلة من مراحل خلق الإنسان، وكل صفات الإنسان تكون في هذه النطفة ثم تكرر تلك الخصائص والصفات في الإنسان عند وجوده (٢٧) ومما يلاحظ أن الولد يتولد من اختلاط ماء الرجل مع ماء المرأة مما أطلق عليه القرآن لفظ أمشاج قال تعالى :(إنّا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا)الإنسان/ ٢. - ومنى الرجل لا يتولد منه الولد ما لم يمازجه مادة أخرى من الأنثى (٢٨) والولد يتكون من جزء من الماء، يؤيد ذلك حديث الرسول ﷺ " ما من كل الماء يتكون الولد، إلا إذا أراد الله خلق شىء لم يمنعه شىء ". (٢٩)
الفوائد التربوية من ذكر نعمة الوجود :
١ - هذه نعمة تدعو للتأمل في فطرة الله، قال تعالى :(فلينظر الإنسان مم خلق، خلق من ماء دافق، يخرج من بين الصلب والترائب) الطارق/٥ - ٧.
ويدرك المسلم وهو يتلو هذه الآية مدى حكمة الله حيث جعل النطفة وسيلة لبقاء النوع الإنسانى عن طريق التزاوج، وهذا فيه كثير من العبر والمواعظ، ولا يمكن أن يكون هذا الخلق العظيم وجد بدون خالق فتبارك الله الذى خلق من النطفة مخلوقا أودع فيه من أسرارعظمته، وبديع صنعه ما جعله إنسانا حيا ناطقا سميعا بصيرا (٣٠)، وهذه لفتة تجعل الإنسان ينظر إلى حقارة الماء الذى خلق منه لكى لا يتكبر، ويكون متواضعا، واقعيا في حياته، وإذا تواضع الإنسان وابتعد عن الكبرياء صح سلوكه واستقام.
وإذا أعمل الإنسان بصره وفكره في خلق نفسه استجابة لقوله تعالى :(وفي أنفسكم أفلا تبصرون) الذاريات/ ٢١. فإنه يؤمن بالله رباً وبكل صفاته الربوبية والألوهية.
ثانياً : نعمة السمع والبصر :
أ - قال تعالى :(والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون) النحل/٧٨.
المعنى الاجمالي :


الصفحة التالية
Icon