ذكر الله هذه الحواس، وهي من أهم الحواس وفيها دلالة على البقية، فزود الله الإنسان بالسمع ليسمع به الأصوات، والبصر ليدرك به الأشخاص، والفؤاد الذى يعى به الأمور ليشكر نعم الله عليه (٣١). وأفرد الله السمع في هذه الآية.
ب - قال تعالى :(أولئك الذين طبع الله على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم وأولئك هم الغافلون" النحل/١٠٨
ج - قال تعالى :(والله أنزل من السماء ماء فأحيا به الأرض بعد موتها إن في ذلك لآية لقوم يسمعون) النحل/٦٥.
المعنى الاجمالي :
أي أن الله خلق السماء فينزل منها الماء فيكون سبباً للحياة بإنبات الزرع والشجر والثمر، بعد أن كانت ميتة (٣٢).
د - قال تعالى :(ولله غيب السماوات والأرض وما أمر الساعة إلا كلمح البصر أو هو أقرب إنّ الله على كل شىء قدير) النحل / ٧٧.
المعنى الإجمالي : أي وما شأن الساعة في سرعة المجيء إلا كطرف العين أو رجع البصر، من أغلى الحدقة إلى أسفلها، أو هو أقرب من هذا وأسرع، لأن أمره سريع الحدوث لأنه يقةل للشيء كن فيكون (٣٣).
الفوائد التربوية من ذكر نعمة السمع والبصر :
١ - تشير الآيات السابقة إلى أن الله تعالى أودع في الإنسان هذه الحواس ليتمكن من عبادة ربه سبحانه وتعالى فيستعين بكل جارحة وعضو وقوة على طاعة مولاه جل علاه باستعمال كل عضو فيما خلق من أجله وليتمكن من عبادة ربه ويطيعه فيما أمره فلا يسمع ولا يبصر ولا يعتقد إلا حلالا مما أمر الله، وبغض الطرف، ولا يسمع المحرمات، والمعتقدات الباطلة.
٢ - ردّت هذه الآية الكريمة على الكافرين الذين أعرضوا عن قبول الحق، وارتدوا على أعقابهم ولم يستعملوا سمعهم وبصرهم وسائر حواسهم في الاستفادة مما حولهم من الكون فحكم عليهم بالخسارة بعد أن طبع الله عليها ذلك أن العقيدة لا يجوز أن تكون موضع مساومة، وحساب للربح والخسارة، ومتى آمن القلب بالله فلا يجوز أن يدخل به مؤثر من مؤثرات هذه الأرض فللأرض حساب، وللعقيدة حساب، ولا يتداخلان (٣٤).