وعبر القرآن بالفؤاد وبالعقل وكلاهما يشمل قوى الإلهام الكامنة المجهولة الكنه والعمل (٣٨). والحديث أشار إلى أهمية القلب " ألا وإن في الجسد مضغة، إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب " (٣٩) وفي هذا دلالة على وجوب موافقة القول للعمل فالعبرة لما في القلب - واسناد الاطمئنان للقلب يدل على أن محل الإيمان هو القلب (٤٠) لذا يجب على المسلم أن يكون نظيفا قلبا وقالبا.
وزود الله الإنسان بهذه الأدوات والآليات التي تمكنه من تحصيل المعرفة وفي هذا تربية عملية للإنسان على التأمل والتفكير والملاحظة والاستنباط والمناقشة ليحصل على أكبر قدر من المعرفة والمخترعات، مما يحقق لنا التقدم العلمي والحضاري على الأمم والشعوب والإنسانية جميعا وهذا ما فعله أسلافنا من قبل إلا أننا أضعناه؛ لأننا لم نستفد من سمعنا وأبصارنا وأفئدتنا كما يريد الله تعالى
ثالثاً - نعمة الزواج :
قال تعالى :(والله جعل لكم من أنفسكم أزواجا وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة ورزقكم من الطيبات أفبالباطل يؤمنون وبنعمة الله هم يكفرون) النحل/٧٢
المعنى الاجمالي :
من رحمة الله أن جعل لنا من أنفسنا أزواجا، لتكوين الحياة الأسرية، ومن الأسرة يتكون البنين والحفدة، ورزقنا من المطاعم والمشارب. (٤١).
الفائدة التربوية من ذكر نعمة الزواج :
١ - جعل الله الحياة الزوجية فيها مودة ورحمة من ذكر وأنثى ولو كان غير ذلك لأدى إلى النفور وعدم الاستقرار، قال تعالى :(ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إنّ في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) سورة الروم/٢١. لذا حث الإسلام على الزواج ونهى عن التبتل.


الصفحة التالية
Icon