١ - الوقت ثمين في حياة المسلم ويسأل عنه يوم القيامة، لذا قال ﷺ :" اغتنم خمسا قبل خمس، شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك ". (٥٢) قال الحسن البصرى " يا ابن آدم إنما أنت أيام فإذا ذهب يومك ذهب بعضك ". وتتفاوت الأوقات في بركتها، فساعة أعظم بركة من ساعة، ويوم عند الله أفضل من يوم، وشهر أكرم من شهر (٥٣) - والليل والنهار يبليان كل جديد، ويقربان كل بعيد، ويطويان الأعمار، ويشيبان الصغار، ويفنيان الكبار (٥٤)
٢ - ومما أثبته العلم أن الشمس مصدر كل حياة، ورغم أن درجة حرارتها مرتفعة إلا أن الله جعل الأرض تبعد بدرجة كافية تصلح للحياة (٥٥). فلو نقصت نسبة بعد الأرض عن الشمس لأدى إلى تجمد كل ما على الأرض، ولزدادت البرودة، وجمدت البحار والمحيطات وانتهت كل مظاهر الحياة، ولو زادت قليلا لاحترقت الأرض وما عليها ولما وجدت الفصول الأربعة من صيف وخريف وشتاء وربيع. (٥٦) فسبحان من خلق وقدر، واستحق العبادة.
٣ - من مظاهر الانتفاع بما سخر الله ما يحدثه القمر بضوءه المنعكس عن الشمس من هدوء وراحة وسكون في ظلمة الليل والإهتداء بالقمر والنجوم نعمة عظيمة على الإنسان تمكنه من أداء معاملاته، وعباداته؛ فمن الملاحظ أن العرب قد استعانوا بالنجوم في الإهتداء إلى معرفة القبلة ومعرفة وقت الفجر بالذات سواء النجم القطبى أوالثريا أونجم الشعرى بالذات في أسفارهم إلى الشام وحتى لا يزيغ الإنسان ويضل فيعبد النجوم والكواكب كما عبد المجوس أكد الله أنه هو رب النجوم فقال تعالى :" وأنه هو رب الشعرى" النجم/٤٩، فالعبادة تكون للخالق لا للمخلوق.
خامساً : نعمة البحار والأنهار في سورة النحل :


الصفحة التالية
Icon