أ - قال تعالى :(وهو الذي سخر البحر لتأكلوا منه لحما طريا وتستخرجوا منه حلية تلبسونها وترى الفلك مواخر فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون، وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم وأنهارا وسبلا لعلكم تهتدون) النحل/١٤ - ١٥
ب - قال تعالى :(جنّات عدن يدخلونها تجرى من تحتها الأنهار لهم فيها ما يشاءون كذلك يجزى الله المتقين) النحل/٣١
المعنى الإجمالي :
سخر الله للإنسان البحر لينتفع بما فيه من خيرات كاللحم الطرى واللؤلؤ والمرجان، والفلك المواخر للإبتغاء من فضل الله ورزقه، ووصف الأكل بالطراوة لأنه سهل الأكل، ولأنه لو ترك فترة بعد استخراجه فإنه قابل للتغيير، فيسرع إليه الفساد والاستحالة (٥٧) ومما سخره الله للإنسان من البحر ماؤه الطهور المستفاد منه فهو الطهور ماؤه، وميتته الحلال، والحلي المستخرجة منه، وقال مجاهد إن المراد بابتغاء فضل الله هو تجارة البر والبحر (٥٨).
الفوائد التربوية من ذكر نعمة البحار والأنهار :
١ - الإنسان تطمئن نفسه إلى وجود الأنهار وذكرها في القرآن مع وجودها في الدنيا، فوجودها في الدنيا يقرب صورة الأنهار في الآخرة للذهن؛ لأن العين تراها، وتحسها النفس. (٥٩)
٢ - حل السمك وجوازه بدون ذكاة لأنه سريع فقدان الحياة ويموت بمجرد خروجه من الماء وفي طلب تذكيته مشقة، فتدبر رحمة الله بعباده. فهو الشرع الذي ليس فيه عنت ولا مشقة.
٣ - في البحر من ما خلق الله تعالى من عجائب أخرى من الحيوان والجواهر والطيبات أضعاف ما هو مشاهد على وجه الأرض وكل منها دبره البارى سبحانه وخلق منها ما يصلحه.
٤ - وجريان الفلك نعمة عظيمة، تتم بإرادة الله، الذى جعل الماء ثلاثة أرباع الكرة الأرضية، لتصل السفن لكل أنحاء العالم فلو جعل الماء في ناحية واحدة، غير مفرق بين القارات، لما كان له نفس الأثر في حمل السفن وحمل الناس (٦١).