٤ - وأما السبل فقد وردت مفردة في الآيات المتقدمة وهذه تدل على الإيمان بالله والإسلام لأنه طريق واحد منفرد لاثانى له بخلاف طرق الضلال فإنها متعددة قال تعالى :(وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله) الأنعام / ١٥٣. وأما لفظ السبل التي وردت بالجمع مع ذكر الجبال فهي : تعني ما أودعه الله مع الجبال والأنهار من الأودية والطرق والمسالك، وذكر السبل مع الإشارة إلى الإهتداء - يشير إلى شأن آخر في العقيدة، فلعلهم يهتدون إلى سبيل يقودهم إلى الإيمان كما يهتدون في فجاج الجبال (٧٠).
٦ - في رؤية الجبال والأودية تذكير بالعبادة؛ فالمسلم إذا رأى جبلاً كبّر ربه، وإذا هبط وادياً سبح ربه، فالجبال والسبل تذكره بنعمة الله عليه، فهو كثير الغفلة وبحاجة إلى آيات منظورة تترجم الآيات المسطورة في القرآن الكريم.
٧ - هذه الجبال والسبل المتعددة لها خالق واحد، لا تعصيه، وتسبح بحمده أفلا يتعلم المسلم منها درسا في الطاعة لله، خاصة أن الانسان مهما بلغت قوته فلن يخرق الأرض ولن يبلغ الجبال طولا.
سابعاً : نعمة الحيوانات والطيور في سورة النحل :
١ - نعمة الأنعام :
أ - قال تعالى :(والأنعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون، وتحمل أثقالكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس، إنّ ربكم لرؤوف رحيم) النحل / ٥ - ٧
المعنى الإجمالي :
إن الله خلق الأنعام لمصالحكم وهي الإبل والبقر والغنم، ولكم فيها ما تستدفئون به من البرد، وتفترشون من الأصواف والأوبار، وجعل لكم فيها منافع عديدة من النسل والدرر وركوب الظهر، ومن لحومها تأكلون، ولكم فيها زينة وجمال حين رجوعها من المرعى، وحين غدوها صباحاً، لترعى وتحمل الأثقال والأمتعة إلى أماكن لا تصلوها إلا بجهد ومشقة، وهذا فضل من الله ورحمة ورأفة بكم.(٧١).