فالجمال عنصر أصيل وليس الأمر متوقف على تلبية الضرورات من الطعام والشراب والركوب وسائر وجوه الانتفاع - بل في هذه تلبية حاسة الجمال ووجدان الفرح والشعور الإنساني المرتفع (٨٠).
٥ - الركوب نعمة تستوجب الشكر لأنها توفر للإنسان كثيراً من الجهد والتعب، وإذا نظرنا إلى الخيل نجد أن لها أثراً كبيراً في الجهاد، ونشر دعوة الإسلام، والدفاع عن الأوطان وعن الحرمات والأعراض وكانت من وسائل نصر المسلمين على أعدائهم (٨١).
٦ - الله أباح الزينة في حدود الحلال وهذا يدل على أن المسلم لا يجوز أن يتمتع بالزينة الحرام لأن الله جعل له بديلا عنها بالزينة الحلال وتجاوز الحلال يدل على السلوك المنحرف الذي ينبغي أن يتنزه عنه المسلم. فمن مظاهر الإنتفاع التزين بهذه الأنعام - فالتزين ضمن الحدود المشروعة أمر مباح (٨٢).
٧ - قوله تعالى :(ويخلق ما لا تعلمون) عقًب الله بها على خلق الأنعام ليظل المجال مفتوحا في التصور البشرى، لتقبل أنماط جديدة، من أدوات النقل والحمل والركوب والزينة، فلا يغلق تصورهم خارج حدود البيئة، وخارج حدود الزمان الذى يظلهم، فوراء الموجود في كل زمان ومكان صور أخرى يريد الله للناس أن يتوقعوها فيتسع تصورهم وإدراكهم، ويريد لهم أن يأنسوا بها حين توجد، أو حين تكتشف، فلا يعادوها ولا يجمدوا دون استخدامها، والإنتفاع بها (٨٣).
٨ - إذا كانت الأنعام التي سخرها الله لخدمة الإنسان تطيعه ولا تتمرد عليه فكذا حري بالإنسان أن لا يتمرد على الله ومن أجل هذا جاء التعبير بلفظ العبرة لنتعلم الطاعة لله ولا نعصيه ألبته.
٣ - نعمة الطيور :
قال تعالى :(ألم يروا إلى الطير مسخرات في جو السماء ما يمسكهن إلا الله إنّ في ذلك لآيات لقوم يؤمنون) النحل/٧٩.
المعنى الإجمالى :


الصفحة التالية
Icon