ذكرت الآية أنواعا من المحرمات وهذه الأنواع أمثلة وليست على سبيل الحصر، وعدت منها الميتة : وهي كل حيوان مات حتف أنفه أو ذكي ذكاة غير شرعية (٩٢) فالطبع السليم يستقذر منها، بالإضافة إلى ما يسببه أكلها من الأمراض والسموم والميكروبات والتى لا ينفع فيها الطهى، والدم المسفوح : أى السائل باستثناء ما خالط اللحم، والكبد والطحال قال ﷺ " أحلت لنا ميتتان ودمان، فالميتتان السمك والجراد، وأما الدمان فالكبد والطحال " (٩٣).
ما أهل لغير الله به : ما ذبح لغير الله، وذكر غير اسم الله عليه، والإهلال : رفع الصوت. وعلة التحريم هي : علة دينية حتى لا يكون شرك مع الله.
الفوائد التربوية المستفادة من نعمة الأطعمة والأشربة :
١ - على المسلم أن يحرص أن يكون أكله وشربه من الحلال فإنه لا عذر له يوم القيامة ولأن كان الحرام باباً واحداً فإن للحلال أبواباً عديدة. لذا يفتخر المسلم بأحكام الإسلام وتشريعاته إذ ما حرم عليهم من شيء إلا ويسر عليهم وعوضهم خيراً منه، فحرم الزنا وأباح الزواج الشرعي، وحرم الربا وأباح التجارة الحلال وهكذا (٩٤).
٢ - على المسلم أن يتقيد بشرع الله في الحلال والحرام ولا يجوز أن يشرع لنفسه قال تعالى :(ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون) النحل/١١٦ - فينبغي مخالفة الجاهلية، فالجاهلية وسعت دائرة الحلال بتحليل ما حرم الله والله وسّع الحلال وضيًق دائرة الحرام، وشتان بينهما. لأن الأصل في الأشياء الإباحة إلا ما قام الدليل على تحريمه.
٣ - تناول الطعام الحرام يؤدي إلى التوحش والخروج عن الطبع السليم. والدم يسبب وجود الميكروبات والأمراض التي تؤثر على المخ (٩٥) ولحم الخنزير حرمه الله وذكره بعينه " ليدل على تحريم عينه ذُكّي أو لم يذك " (٩٦)