وسورة النحل سميت بهذا الاسم لاشتمالها على قول الله تعالى :(وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذى من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون) النحل/٦٨ - ومن الملاحظ أن كثيرا من سور القرآن جاءت تسميتها بالأمر المهم الوارد فيها؛ ليتفطن إلى الغرض الذى يرمى إليه من إنزال تلك السور، فمثلاً سميت سورة الجمعة بهذا الاسم؛ لأهمية الإجتماع الأسبوعى، والعنكبوت والنحل للتفطن إلى صغار الحيوانات الحكيمة الصنع (٢). وسميت سورة النحل بسورة النعم، لأن الله ذكر فيها من النعم الكثيرة التي امتن بها على عباده (٣).
عدد آيات سورة النحل :
وأما آيات السورة فعددها هو مائة وثمان وعشرون آية باتفاق العلماء وقد نزلت سورة النحل بعد سورة الكهف وقبل سورة نوح عليه السلام فهى السورة التاسعة والستون من حيث النزول (٤) إلا أن ابن عاشور قال إنها نزلت بعد سورة الأنبياء وقبل سورة السجدة، وقد عدت الثانية والسبعين في ترتيب النزول (٥) ولعله استند إلى الرواية التي وردت في الإتقان إذ ذكر السيوطى من رواية جابر بن زيد : أنها نزلت بعد سورة الأنبياء وقبل سورة نوح وليس قبل السجدة (٦) فاتفقا على نزولها بعد سورة الأنبياء واختلفا في السورة التي بعدها.
والحق من خلال الاستقراء أنها نزلت قبل سورة نوح؛ لأن السيوطى عقب على الرواية التي ذكرها بقوله :" هذا سياق غريب، وفي هذا الترتيب نظر وجابر بن زيد من علماء التابعين بالقرآن " (٧).
سبب نزول سورة النحل :
وأما سبب نزولها فشأنها شأن السور المكية التي تناولت : تثبيت فؤاد النبي ﷺ وتثبيت المؤمنين إذ كانوا حديثي عهد بالإسلام وتناولت الرد على المشركين، وقد نزلت آياتها منجمة حسب الوقائع والأحداث.


الصفحة التالية
Icon