من خلال سياق هذا البحث يتضح أن نعم الله سبحانه لا تعد ولا تحصى، قال تعالى :(وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها). وقد اشتملت هذه السورة على معظم النعم التي ذكرت في سياق الآيات في سائر سور القرآن الكريم، وتناولت بعض الحقائق والأمثال التي تتضمن فوائد تربوية كثيرة. وضرب الحقائق والأمثال نعمة تذكر بالنعم.
إن هذه النعم من عند الله وحده ولا موجد لها إلا الله. ولا ينبغي لأحد أن ينازعه في ذلك؛ فالتذكير بالنعم وضرب الأمثال والحقائق هو تقرير توحيد الله سبحانه لأن النعمة لابد لها من منعم وهي من صنع الله الواحد الأحد، لا شريك له لذلك يجب على العباد شكر المنعم وتوحيده وتعظيمه.
إن دراسة هذه النعم تربى شعور الإنسان وعواطفه وانفعالاته، ليتربى على شكر الله وحمده فيستفيد مما سخره الله له في الكون في جوانب الخير ولا يتجاوز فلا يفسد نهرا ولا يقتل كائنات في البر والبحر، ولا يستخدم هذه النعم في الدمار، وكل ذلك ينسجم مع قوله تعالى :

(وسخر لكم الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون "النحل/١٢ - ١٨. وبهذا يكون الفرد فاعلا يستفيد ويفيد وهذه هي الإيجابية المطلوبة في حياة المسلم.
ومعرفة النعمة تؤدي إلى ملازمة شكر المنعم، وقلّ نعمة زالت عن قوم وعادت إليهم؛ فالشكر يؤدى إلى حفظ النعم وزيادتها، قال تعالى :(وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد) إبراهيم / ٧.
وليس شكر النعمة يكون باللسان فقط، بل في استعمال النعمة في تمام الحكمة التي أريدت حسب تعليمات الشريعة الإسلامية، وهي طاعة الله جل علاه.


الصفحة التالية
Icon