وعبر باسمه الأعظم الجامع لجميع معانى الأسماء لأن ذلك أليق بمقام التهديد، وعبر عن الآتى بالماضى إشارة إلى تحققه تحقق ما وقع ومضى وإلى أن كل آت ولابد قريب (١١).
وأما مناسبة سورة النحل لما بعدها فيوجد ترابط في بعض المواضيع منها :
ذكر الله النعم مفصلة في سورة النحل ثم أكد عليها في سورة الإسراء بقوله تعالى :(ولقد كرمنا بنى آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا) الإسراء/٧٠ وفي هذا إشارة إلى أن النعم التي أنعم الله بها على بني آدم هي مظهر من مظاهر التكريم الذي ارتضاه الله لهذا المخلوق.
ومن ذلك أثبت الحق سبحانه في سورة النحل أن القرآن نزل من عنده، ورد على الشبهات التي تثار حول هذا الموضوع بقوله تعالى :(وإذا بدلنا آية مكان آية والله أعلم بما ينزل قالوا إنما أنت مفتر بل أكثرهم لا يعلمون، قل نزله روح القدس من ربك بالحق ليثبت الذين آمنوا وهدى وبشرى للمسلمين، ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر، لسان الذى يلحدون إليه أعجمى وهذا لسان عربى مبين) النحل/١٠١ - ١٠٣.
وبعد هذا الإثبات القطعى ذكر سبحانه الهدف من نزوله في سورة الإسراء بقوله تعالى :(إنّ هذا القرآن يهدى للتى هى أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أنّ لهم أجرا كبيرا) الإسراء / ٩.
أشار الله في ختام سورة النحل إلى معيته سبحانه وتعالى مع المتقين وحفظه لهم قال تعالى :(إنّ الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون) النحل/ ١٢٨. وما معجزة الإسراء والمعراج إلا منحة إلهية لسيد المرسلين ﷺ دلت على معية الله معه ونصرته له تأكيدا لما ذكرته سورة النحل.


الصفحة التالية
Icon