لا نستطيع في هذا البحث تقصي حياة النحل وما يقوم به ولكن من يطلع على بنائها لبيوتها، وتقسيمها العمل، ودور كل نحلة في الخلية بما فيها الملكة وتأدية الأعمال بإتقان لا يملك إلا أن يسبّح ويخّر ساجداً لعظمة الله. فسبحان الذى أعطى كل شىء خَلْقه ثم هدى، فكل مادة من المواد التي يفرزها النحل سواء العسل، أم غيره، لها مميزاتها، وفوائدها العلاجية الخاصة الشافية من كثير من الأمراض التي ذكرها العلماء المختصون في كتبهم، وهذه النعم جميعا من صنع الله ليس للبشرية فيها تدخل (٢١). وفي وصف رسول الله ﷺ للرجل الذى سأل عن دواء لأخيه المريض، قال :" إن أخى استطلق بطنه فقال ﷺ : اسقه عسلا فسقاه ثم جاء فقال : يا رسول الله قد سقيته عسلا فلم يزده إلا استطلاقا فقال ثلاث مرات وفي الرابعة قال رسول الله ﷺ : صدق الله وكذب بطن أخيك اسقه عسلا، فسقاه، فبرأ " (٢٢) دلالة على صدق قول الله سبحانه (فيه شفاء للناس).
ب - الوحي اصطلاحا : أنِِ يُعلِم الله تعالى من اصطفاه من عباده كل ما أراد إطلاعه عليه من ألوان الهداية والعلم بطريقة سرية خفية غير معتادة للبشر(٢٣).
أ - قال تعالى :(وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحى إليهم، فاسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) النحل/٤٣.
المعنى الاجمالي :
الآية تثبت بشرية الرسل عليهم السلام، وفي ذلك رد على استغراب المشركين الذين أرادوا أن يكون الرسل من الملائكة فروى عن ابن عباس رضى الله عنهما أنه قال : لما بعث الله محمداً رسولاً أنكرت العرب ذلك وقالوا: الله أعظم من أن يكون رسوله بشراً مثل محمد، فأنزل الله هذه الآية (٢٤).
ب - قال تعالى :(فهل على الرسل إلا البلاغ المبين، ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت) النحل /٣٥ - ٣٦.


الصفحة التالية
Icon