المطلب الأول: قراءة نافع
الوجه الأول: رواية قالون
اعتاد القراء أن يبدؤوا في الرواية والتلقي بقراءة نافع المدني، وعلى هذا جرى ابن مجاهد والشاطبي وابن الجزري وغيرهم من الأئمة، ولسنا نعلم لذلك وجهاً بعينه، ولعلهم أرادوا بذلك محض التبرك بمدينة الرسول الأعظم(التي ينتمي إليها الإمام نافع بن عبد الرحمن المدني رحمه الله.
وقراءة نافع سائدة في جنوب مصر وشمال السودان وغربه وشمال أفريقيا، فيقرؤها الناس في ليبيا وتونس من رواية قالون، ويقرؤونها في الجزائر والمغرب وموريتانيا ودول غرب أفريقيا كلها من رواية ورش.
ويتفاوت اختيار قالون عن اختيار ورش تفاوتاً بيناً، نظراً لمذهب ورش في البدل والإمالة والتفخيم وغيرها، ولذلك فقد رأينا أن نفرد كل راوٍ منهما ببحث مستقل.
وفيما يلي أصول قراءة نافع برواية قالون:
١ - يمد المتصل ثلاث حركات ونقل عنه أربع حركات
٢ - يمد المنفصل حركتين أو ثلاثة جوازاً ونقل عنه أربع حركات، والخلاصة أنه يمد بالقصر والتوسط، وأما ضبط التوسط فقد قيل إنه ثلاث وقيل إنه أربع.
٣ - يمد ميم الجمع على وجهين: المد مطلقاً، والإسكان مطلقاً، وله في ضمها قبل الهمز وجهان على قاعدته في المنفصل.
٤ - قرأ بإسكان الهاء في: وهْو ـ لهْو ـ فهْو ـ فهْي ـ لهْي ـ ثم هْو
٥ ـ قرأ بإشمام: سيء.
٦ - نطق بالهمزة في مادة: نبي ـ الأنبياء ـ النبيون ـ النبوة
٧ - أمال قالون باتفاق لفظة واحدة، وهي (هار) في سورة التوبة.
٨ - أمال قالون على سبيل التقليل باختلاف عنه:
ـ الغار
ـ التوراة
ـ ها: من كهيعص
ـ را: من الر ـ المر
ـ يا: من يس
ـ طا: من (طسم وطس وطه) بخلف عنه(٣٧٦)
٩ - له إدغام الذال في التاء في: اتخذتم، لاتخذت، أخذت، ونحو ذلك
١٠ - له فتح ياء الإضافة إذا كان بعدها همزة مفتوحة نحو: إني أعلم، أو مكسورة نحو: ﴿فتقبل مني إنك﴾(٣٧٧) أو مضمومة نحو: ﴿إني أريد﴾(٣٧٨) أو كان بعدها أداة التعريف نحو: ﴿لا ينال عهدي الظالمين﴾(٣٧٩).


الصفحة التالية
Icon