ورش هو عثمان بن سعيد المصري، توفي سنة ٢٥٠ هـ. وهو من أكثر الرواة انفراداً في اختياره وهو حريٌّ أن يكون صاحب قراءة مستقلة، إذ له أصول تغاير صاحبه قالون، وإنما يشتبهان في النقل عن نافع من جهة الفرش، أما الأصول فإنهما متغايران في مظان كثيرة، وقد أشرنا إلى ذلك قبل قليل.
أصول رواية ورش(٣٩٠):
المد البدل:
يمد ورش البدل على ثلاثة وجوه: القصر والتوسط والطول، سواء كانت الهمزة ثابتة أو مغيرة بالنقل أو التسهيل أو الإبدال باستثناء لفظ: ﴿إسرائيل﴾ أينما وقعت، وكذلك إن جاء الهمز بعد حرف ساكن صحيح ـ غير معتل ـ مثال ذلك: ﴿قرآن﴾ ـ ﴿مسؤولاً﴾، ومثال ما يمد: ﴿الموؤودة﴾ ـ ﴿سوآت﴾.
وكذلك استثنوا ما وقع بعد همزة الوصل فقصروه مثل: ﴿إيت﴾. وهذا ما اشتهر من رواية ورش في التيسير.
وأضاف بعض الناقلين ثلاثة مواضع أخرى لا يمدها ورش وهي:
١ - لفظ: ﴿يؤاخذكم﴾ كيفما وقع: ﴿يؤاخذ﴾ ـ ﴿تؤاخذنا﴾ ـ ﴿يؤاخذكم﴾
٢ - لفظ، ﴿آلآن﴾، في الهمزة الثانية خاصة.
٣ - لفظ: ﴿عاداً الأولى﴾(٣٩١)، وقد ورد مرة واحدة في القرآن: والأقوى عند ورش في البدل كله القصر، فينبغي تقديمه على سواه.
ونشير إلى أن الإمام أبا الحسن وطاهر بن عبد المنعم بن غلبون أنكر هذا الباب كله عن ورش، وجزم بأنه ليس في قراءة ورش من البدل إلا ما عليه القراء، أما الزيادة فيه فهي غلط في نقلها عن ورش.
ـ له في المتصل والمنفصل الإشباع بمقدار ست حركات، وورش أطول القراء مداً.
مد اللين:
يمد ورش حرفي اللين إن جاء بعدهما همزة، سواء عرض عليه السكون أو بقي متحركاً.
مثال ما عرض عليه السكون: ﴿من شيء﴾.
مثال ما بقي متحركاً: ﴿شيئاً﴾ ـ ﴿سوأة﴾
وله فيهما الإشباع والتوسط
ـ وأجمع الرواة عن ورش على ترك كلمتين اثنتين وهما: ﴿موئلاً﴾ ـ بالكهف ﴿والموؤودة﴾ بالتكوير، فلم يمدها أحد.
ـ واختلفوا عنه في كلمة: ﴿سوآت﴾ ﴿وسوآتهما﴾ ﴿وسوآتكم﴾


الصفحة التالية
Icon