﴿وكذلك أنزلناه حكماً عربياً، ولئن اتبعت أهواءهم بعدما جاءك من العلم مالك من الله من ولي ولا واق﴾(١٣).
------------
(٩) العقد الفريد لابن عبد ربه جـ٢ ص ٤٧٥.
(١٠) مسند أحمد بن حنبل جـ٥ ص ٤٢٤.
(١١) انظر كتاب: التجويد وأثره في النطق العربي الصحيح للمؤلف، ص ١٥، وهو دراسة منهجية مقررة على المذيعين العرب، أعدت بطلب من مركز التدريب الإذاعي بدمشق التابع لجامعة الدول العربية.
(١٢) سورة فصلت ٣
(١٣) سورة الرعد ٣٧
المبحث الرابع: الأصل اللغوي لكلمة (قراءة)
القراءات جمع قراءة من قرأ، وجرى إطلاق السلف لفظة "قراءة" للتعبير عن صنيع القراء في أداء نص القرآن المجيد.
وقد وجد الاصطلاح سبيله إلى هذا المعنى اللغوي، فأصبحت كلمة قراءة إذا أضيفت إلى واحد من أعلام القراء تدل على منهج معين لهذا القارئ في التلقي والأداء، أو في فرش بعض الحروف(١٤).
واشتهر من الصحابة قارئون كثير، فكان يقال: قراءة ابن مسعود، وقراءة أبي، وقراءة زيد بن ثابت، وقراءة أم سلمة.
ولم تكن تلك القراءات تؤدي المعنى ذاته الذي أصبحت تؤديه فيما بعد، إذ لم يكن لكل صحابي أصول وفرش ينفرد به عن إخوانه، كما إن التدوين لم ينهض بوصف اختياراتهم في سائر الآي، بل غاية ما وصلنا عنهم اختيارات في قراءة بعض الآيات، أو انتهاج بعض الأصول.
------------
(١٤) الفرش هو الكلمة من القرآن تقرأ على غير مثال.
ويقسم علماء القراءة مناهج القراء إلى:
١ - أصول: وهي قواعد القراءة لكل قارئ كمد الميمات وتحقيق الهمزات وإمالة الألفات وغير ذلك.
٢ - فرش: وهي الكلمات القرآنية بعينها وكيف قرأها كل قارئ، وسميت فرشاً لأنها تفرش في التعليم على مواضع الآيات، ولا تندرج تحت أصول جامعة.
المبحث الخامس: الأصل الشرعي لكلمة (قراءة)
ولعل من أقدم النصوص التي أشارت إلى تسمية الاختيار في التلاوة قراءة، ذلك الحديث المشهور المروي في الكتب الصحاح ونصه: