عن عمر رضي الله عنه قال: سمعت هشام بن حكيم بن حزام يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله - ﷺ - فاستمعت لقراءته فإذا هو يقرؤها على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله - ﷺ - فكدت أساوره في الصلاة فانتظرته حتى سلم فلبَّبته(١٥) فقلت: من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرأ: قال: أقرأنيها رسول الله - ﷺ - فقلت له: كذبت، فوالله إن رسول الله - ﷺ - لهو أقرأني هذه السورة التي سمعتك. فانطلقت به إلى رسول الله - ﷺ - أقوده، فقلت: يا رسول الله إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها، وإنك أقرأتني سورة الفرقان. فقال يا هشام اقرأها، فقرأها القراءة التي سمعته، فقال رسول الله - ﷺ -: هكذا أنزلت ثم قال: اقرأ يا عمر، فقرأتها التي أقرأنيها فقال رسول الله - ﷺ - هكذا أنزلت، ثم قال رسول الله - ﷺ -: "إن القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرؤوا ما تيسر منه"(١٦).
وهكذا فإن الأصحاب رضوان الله عليهم أطلقوا لفظ (قراءة) على ما تخيره القراء من تلاوات النبي - ﷺ - من القرآن الكريم.
ولم تجد هذه القراءات سبيلها إلى التدوين إذ لم يجتمع للصحابي مذهب مستقل في الأصول والفرش، بل هي اختيارات متفرقة تلقوها عن المعصوم - ﷺ - في مناسبات متعددة.
ويكشف لك الحديث السابق عن الإذن الشرعي الصادر من النبي - ﷺ - والذي يأذن فيه للصحابة الكرام برواية القرآن الكريم عنه - ﷺ - مع التفاوت في الأداء أصولاً وفرشاً.
وثمة أحاديث أخرى في قراءة الصحابة بالقراءات نورد منها: روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: قال رسول الله - ﷺ -: