وهو أن يتلو القارئ الآية حتى يبلغ موضع الوقف، ثم يتحرى هذا المقطع من مظان الاختلاف فيأتي بها، لكل راو بمفرده، حتى يستوفي وجوه الروايات.
وقد أخذ الشاميون بهذا المذهب، ولا يزالون يقرؤون به، وبه أقرأنا مشايخنا وأقرَأْنا إخواننا، وهو الأجود في التلقي والحفظ والأداء، وأليق بالخشوع في تلاوة الآي، ولكنه بالطبع يحتاج زمناً أطول.
الثالث: جمع التوافق
وهو الذي التزمه ابن الجزري وأقرأ به، وهو مركب من المذهبين السابقين، وقد شرحه ابن الجزري بقوله:
ابتدئ بالقارئ، وأنظر إلى من يكون من القراء أكثر موافقة له، فإذا وصلت إلى كلمة فيها بين القارئين اختلاف وقفت، وأخرجته معه ثم وصلت حتى أنتهي إلى الوقف السائغ جوازه.
وتحقق هذه الطريقة غاية الطريقتين السالفتين في الاختصار، والتلاوة المفهمة، ولكنها عسيرة على المبتدئ إذ ينعدم فيها ترتيب القراء وفق قاعدة منتظمة.(٤٩٠)
الرابع: الجمع بالآي
وهو أن يقرأ المقرئ القرآن آية آية، متبعاً في ذلك للمأثور في السنة فيما روته أم سلمة رضوان الله عليها قالت: "كانت قراءة النبي - ﷺ - آية آية"(٤٩١)
فيقرأ القارئ بالآية إلى رأسها، ثم يعيد الآية مرة لكل رواية فيها خلاف، وفق ترتيب منتظم، وغالباً ما يلزم ترتيب الشاطبية والدرة.
وهذا المذهب هو أكثر المذاهب رعاية لأدب التلاوة، ولكنه يستغرق وقتاً طويلاً إذ لابد من إعادة الآيات الطوال مرات كثيرة بالرغم من أن نقاط الخلاف قد تكون نادرة وقليلة.
كما يرد عليه أن ثمة رؤوس آي لا يحس الوقف عليها عند بعض القراء، وهذا يمكن تجاوزه بوصل آيات مخصوصة.
------------
(٤٩٠) النطق بالقرآن العظيم للجماس جـ٢ ص ٧


الصفحة التالية
Icon