(٤٩١) أخرجه أبو داوود في سننه في كتاب الحروف، والترمذي في ثواب القرآن، والإمام أحمد في مسنده جـ٦ ص ٣٠٢، وهو اختيار البيهقي في شعب الإيمان، وإسناده عند أحمد عن يحيى بن سعيد الأموي عن ابن جريج عن ابن أبي مليكة، وهو رباعي، ورواته ثقات. انظر تقريب التهذيب لابن حجر العسقلاني:
يحيى بن سعيد الأموي جـ٢ ص ٣٤٨
عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج جـ١ ص ٥٢٠
عبد الله بن عبيد الله بن عبد الله بن أبي مليكة جـ١ ص ٤٣١
المبحث الثالث: سبل جمع القراءات
هناك سبيلان لجمع القراءات:
الأول: سبيل التطبيق من خلال القواعد
الثاني: سبيل استنباط القواعد من خلال التلقين.
ويمكن أن توصف السبيل الأولى بأنها طريقة استقرائية، والثانية بأنها طريقة استنتاجية. ففي الحال الأولى يتلقى القارئ عن الشيخ أصول كل قارئ وفرشه، ثم يبدأ بتطبيق هذه القواعد في الأداء كلما وردت نظائرها.
وتشبه هذه الحالة دراسة أصول الفقه أولاً ثم تحرير مسائل الفقه بعد ذلك.
أما في الحالة الثانية فإن القارئ يتلقى آيات القرآن، وفي كل آية يتلقى وجوه قراءتها، مع عزو كل قراءة إلى القارئ الذي أقرأ بها، وبعد ذلك يشتغل القارئ باستنباط مناهج القراء من خلال اختياراتهم.
وتشبه هذه الحال دراسة مسائل الفقه الإسلامي أولاً ثم تحرير أصول الأئمة في الاجتهاد والاستنباط من خلال اختياراتهم.
ويجري القراء في زماننا على الإقراء بالسبيل الأولى نظراً لسهولتها، ولكن تبقى مسائل كثيرة، واستطرادات متعددة لا سبيل إلى الإحاطة بها إلا عبر التلقين المتعاقب للنص القرآني.
المبحث الرابع: مصادر الإقراء في زماننا
جرى شيوخ القراءة منذ القرن التاسع الهجري وحتى زماننا على الإقراء من طريقين:
١ - الشاطبية والدرة.
٢ - طيبة النشر.
وكلاهما متن منظوم لمسائل اختلاف القراء وأصولهم وقواعدهم، يكلف طالب العلم بحفظ المتن أولاً ثم يستخرج دلالته في الأداء القرآني.
ولنشرع بتعريف كلٍ من الطريقين:


الصفحة التالية
Icon