وأما الإمام المازني صريحهم* أبو عمروٍ البصري فوالده العَلا
أفاض على يحيى اليزيديِّ سيبَه* فأصبح بالعذب الفراتِ مُعلَّلا
أبو عمر الدوري وصالحهم أبو* شعيب هو السوسي عنه تقبَّلا
وأما دمشق الشام دار ابن عامرٍ* فتلك بعبد الله طابت مُحلَّلا
هشامٌ وعبد اللهِ وهو انتسابه* لذكوانَ بالإسناد عنه تنقَّلا
وبالكوفة الغَرَّاء منهم ثلاثةٌ* أذاعوا فقد ضاعت شذا وقرنفلا
فأما أبو بكر وعاصم اسمه * فشعبة رواية المبِّرزُ أفضلا
وذاك ابن عياش أبو بكر الرضا * وحفصٌ وبالإتقان كان مفضَّلا
وحمزة ما أزكاه من متورِّعٍ* إماماً صبوراً للقرآنِ مُرتِّلا
روى خلف عنه وخلاد الذي* رواه سليم متقناً ومحصَّلا
وأما علي فالكسائي نعتُه* لما كان في الإحرام فيه تسربلا
روى ليثهم عنه أبو الحارث الرضا(٤٩٢)* وحفصٌ هو الدُّوري وفي الذكر قد خلا
ثم شرع في بيان اصطلاحه، فأخبر أنه يرمز لكل واحد من الأئمة والرواة بحرف من حروف الأبجدية بحسب ترتيبهم، واختص حرف الواو فلم يرمز به لأحد حيث جعله للدلالة على انقضاء وجه ما والشروع بوجه بآخر فقال:
جعلت أبا جادٍ على كلِّ قارئ* دليلاً على المنظوم أوَّلَ أوَّلا
ومن بعد ذكري الحرفَ أُسْمي رجاله* متى تنقضي آتيك بالواوِ فيصَلا
يحيى بن سعيد الأموي جـ٢ ص ٣٤٨
فتكون رموز القراء التي اتبعها الشاطبي:
أبج: لقراءة نافع، فالهمزة لنافع، والباء لقالون، والجيم لورش
دهز: لقراءة ابن كثير، فالدال لابن كثير، والهاء للبزي، والزاي لقنبل.
حطي: لقراءة أبي عمرو، فالحاء لأبي عمرو والطاء للدوري، والياء للسوسي.
كلم: لقراءة ابن عامر، فالكاف لابن عامر، واللام لهشام، والميم لابن ذكوان.
نصع: لقراءة عاصم، فالنون لعاصم، والصاد لشعبة، والعين لحفص.
فضق: لقراءة حمزة فالفاء لحمزة، والضاد لخلف، والقاف لخلاد.
رست: لقراءة الكسائي، فالراء للكسائي، والسين لأبي الحارث، والتاء للدوري.