ولا بد من التنويه هنا إلى أن هذا الجهد الذي قام به الشاطبي ليس إلا خدمة لكتاب سابق جليل قام بإعداده الإمام الشهير أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني المتوفى سنة ٤٤٤ وهو كتاب التيسير في القراءات، وقد صرح الشاطبي بأنه اعتمدها منهجاً وأداءً:
وفي يسرها التيسير رمتُ اختصارَه* فأجنتْ بعونِ الله منه مؤمَّلا
وألفافُها زادتْ بنشرِ فوائدٍ* فلفَّتْ حياءً وجهَهَا أن تُفَضَّلا
وسميتُها حرزَ الأماني تيمّنَاً* ووجهَ التهاني فاهنِهِ متقبَّلا
ثانيا: طريق الطيبة
بعد أن قام ابن الجزري باستكمال عمل الشاطبي، ظهرت له طرق جديدة لم تكن لدى الشاطبي عن الأئمة السبعة، وقد أتى في هذه الطرق بوجوه جديدة للأئمة ثبت لدى ابن الجزري تواتر إسنادها، وقد دفعه ذلك كله إلى نظم القراءات العشر مرة أخرى، ليضمنها تلك الوجوه التي ظهرت له، وليدخل الثلاث تتمة العشرة في متن نظم واحد.
وأما علي فالكسائي نعتُه* لما كان في الإحرام فيه تسربلا
وبالفعل فقد وفق ابن الجزري إلى إعداد نظم من (١٠١٢) بيتاً من الشعر من بحر الرجز تضمن ذلك كله، أسماه (طيبة النشر في القراءات العشر) واعتمد أسلوب الشاطبي نفسه في الرمز إلى القراء بحروف أبي جاد، ولكن مع تعديل بسيط ليتناسب مع إدراج العشرة، وقد اختصرها في هذه الأبيات:
جعلتُ رمزَهم على الترتيبِ* من نافعٍ كذا إلى يعقوب
جعلت أبا جادٍ على كلِّ قارئ* دليلاً على المنظوم أوَّلَ أوَّلا
(أبجْ دَهَزْ حطِّي كلمْ نصَعْ فَضَقْ* رَسَتْ ثَخَذْ ظُفَشْ) على هذا النسق
والواوُ فاصِلٌ ولارمزَ يرِدْ* عن خَلَفٍ لأنَّهُ لَمْ ينفَرِدْ
(فمدنيُّ) ثامِنٌ ونافِعَ* (بَصْرِيُّهُمُ) ثَالثُهُم والتَّاسِعُ
وخَلَفٌ في الكوفِ والرَّمز (كفى)* وهم بغيرِ عاصمٍ لَهُمْ (شفا)
وهم وحفصٌ (صحبُ) ثم (صحبَهْ)* مع شعبةٍ وخلفٌ وشُعْبَة
(صَفَا) وحمزةٌ وبزَّارٌ (فتا)* حمزةُ مع عليِّهم (رضىً) أتى
وخلفٌ مع الكسائيِّ (روى)* وثامِنٌ مع تاسعٍ فقل ثوى


الصفحة التالية
Icon