(٥١٤) تعددت الأقوال هنا في تحرير اسم واجد الصحيفة، والأصح أنه خزيمة بن ثابت كما سيأتي في الجمع الثالث، ولم يشر ابن حجر في الإصابة إلى وجود صحابي باسم أبي خزيمة الأنصاري، ولكنه حقق المسألة في الفتح جـ٩ ص ١٥ فقال: وقع في رواية عبد الرحمن بن مهدي عن إبراهيم بن سعد (مع خزيمة بن ثابت) أخرجه أحمد والترمذي. ووقع في رواية شعيب عن الزهري كما تقدم في سورة التوبة (مع خزيمة الأنصاري) وقد أخرجه الطبراني في (مسند الشاميين) من طريق أبي اليمان عن شعيب فقال فيه (خزيمة بن ثابت الأنصاري) وقد أخرجه ابن أبي داود من طريق يونس بن يزيد عن ابن شهاب، وقول من قال عن إبراهيم بن سعد (مع أبي خزيمة) أصح، وقد تقدم البحث فيه في تفسير سورة التوبة وأن الذي وجد معه آخر سورة التوبة غير الذي وجد معه الآية التي في الأحزاب، فالأول اختلف الرواة فيه على الزهري، فمن قائل (مع خزيمة) ومن قائل (مع أبي خزيمة) ومن شاك فيه يقول (خزيمة أو أبي خزيمة) والأرجح أن الذي وجد معه آخر سورة التوبة أبو خزيمة بالكنية، والذي وجد معه الآية من الأحزاب خزيمة، وأما خزيمة فهو ابن ثابت ذو الشهادتين كما تقدم صريحاً في سورة الأحزاب.
وقد أنكر القاضي أبو بكر بن الطيب هذا الحديث بالكلية، فجزم بأنه مضطرب، بل قال: يشبه أن يكون موضوعاً!.. مع أنه من رواية البخاري ومسلم.
وقد تصدى القاضي أبو بكر بن العربي للرد على ذلك في كتابه النفيس: أحكام القرآن، الجزء الثاني ص ١٠٣٧
(٥١٥) أوردنا هذه الروايات قبل قليل، وكررناها هنا لما فيها من فائدة تتعلق بمصير السنة بعد أبي بكر.
(٥١٦) نقلاً عن السيوطي في الإتقان جـ١ ص ٥٧
وتجدر الإشارة هنا أن البخاري في الصحيح أخبر أن قصة خزيمة وردت مرتين: في جمع أبي بكر وفي جمع عثمان، مع أن المعقول هنا أنها في عهد أبي بكر، والله أعلم.
روايتها في عهد أبي بكر، انظر فتح الباري جـ٨ ص ٣٤٤ كتاب التفسير سورة التوبة.


الصفحة التالية
Icon