ولا ينسب هذا العمل لرجل بعينه، وليست لدينا بينة في تحديد زمان ضبطه، وغاية ما نجزم به أن الهمزات بوضعها الحالي لم تكن في المصحف العثماني، وأقرب الأدلة على ذلك مطالعة نسخ المصاحف القديمة، وقد أثبت لك في آخر الدراسة بعضاً منها، وكذلك فإنها لو كانت في المصحف العثماني الأول بوضعها الراهن فإن كثيرا من الوجوه المتواترة لا يمكن إذن أن توافق الرسم العثماني.
وقد فصلنا القول في بحث أصول القراء حول طريقة أداء كل منهم للهمزات عموماً، وهم إن اتفقوا في إثبات الهمزة فإن قاعدتهم لا تتغير، وقد يختلفون في الأداء ويرسمون بشكل واحد، فتكون الهمزة ظاهرة رسماً عند الكل وهم يحققون ويغيرون ويسهلون ويحذفون في الأداء.
ولكن ثمة مواضع لم يتفقوا فيها أصلاً على وجود الهمز، فاختلفوا في إثباته تبعاً للمحفوظ عندهم بالأسانيد المتواترة، ففي هذه الحال فإن إثبات همز ما في الرسم يقصر دلالة الرسم على هذا الوجه دون سواه، وهو ما أفردنا له الجدول الآتي:
نماذج من وجوه القراءات المتواترة: التي غابت بسبب إثبات الهمزات
السورة والآية; الرسم العثماني; الرسم الشائع; الوجوه الغائبة من المتواتر
١ - ; القصص ٣٤; ; ردءاً يصدِّقُني; رداً يصدِّقْني: نافع
٢ - ; الزمر ٦٩; ; بالنبِيِّينْن; بالنبيئين: نافع
٣ - ; الإسراء ٦٢; ; أرأيْتَك; أَرَيْتَك: الكسائي
٤ - ; الإسراء ٣١; ; خِطْأً; خطاءً: ابن كثير(٥٦٠)
٥ - ; الحج ١٧; ; والصبئين; والصَّابينَ: نافع، وأبو جعفر وحمزة.
٦ - ; الكهف ٩٨; ; دَكَّاءَ; دكَّاً: نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر ويعقوب وأبو جعفر.
٧ - ; مريم ٧٤; ; رِءْيَاً; رِيَّاً: قالون وابن ذكوان وأبو جعفر.
٨ - ; المائدة ٦٩; ; الصبئون; الصَّابونَ: نافع وأبو جعفر.
٩ - ; طه ٧٢; ; نؤثِرَك; نُوْثِرَك: ورش، والسوسي، وأبو جعفر وحمزة.
١٠ - ; الأنعام ١٠; ; استهزىء; استهزِىَ: أبو جعفر


الصفحة التالية
Icon