(٥٩٨) سورة الأنبياء ٨٧ وهي قراءة سائر القراء إلا يعقوب
(٥٩٩) سورة الأنبياء ٨٧ وهي قراءة يعقوب
المطلب الأول: الإلهيات
المسألة الأولى:
قوله تعالى: ﴿ملك يوم الدين﴾
قرأ عاصم والكسائي ويعقوب وخلف: ﴿مالك يوم الدين﴾
وقرأ الباقون بغير ألف: ﴿ملك يوم الدين﴾
وليس في هذا الموضع من المتواتر إلا هذان الوجهان(٦٠٠)
وقد احتج أبو زرعة للقولين في كتابه حجة القراءات، فنقل عن أصحاب القصر احتجاجهم بنظائر ذلك في الكتاب العزيز: ﴿يسبح لله ما في السموات وما في الأرض الملك القدوس﴾(٦٠١) وكذلك: ﴿ملك الناس* إله الناس﴾(٦٠٢)، ﴿فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم﴾(٦٠٣). فهذه كلها تقرأ عند الكل
بالقصر، وكان أبو عمرو البصري(٦٠٤) يقول: (مَلِك تجمع مالكاً، ولكن مالك لا تجمع ملكاً)، وهو ما عبر عنه أبو عبيد القاسم بن سلام (٦٠٥) بقوله: (إن كل ملك مالك، وليس كل مالك ملكاً)، وكان أبو عمرو يقول: (هلا قلتم: فتعالى الله المالك الحق؟)(٦٠٦)
وأضاف أبو زرعة إلى حجج من روى بالقصر حججاً أخرى تدل أنه كان يرى هذا الرأي إذ لم ينسبها لقائل بعينه فقال:
(وحجة أخرى وهي أن وصفه بالمُلك أبلغ في المدح من وصفه بالمِلك، وبه وصف نفسه سبحانه، فقال: ﴿لمن الملك اليوم﴾ فامتدح بمُلك ذلك، وانفراده به يومئذ، فمدحه بما امتدح نفسه به حق وأولى من غيره، والمُلك إنما هو من مَلِك لا من مالك، لأنه لو كان منه لقال: (المِلْك اليوم؟) بكسر الميم(٦٠٧)
وقال ابن الجوزي: وقراءة ملك أظهر في المدح لأن كل ملك مالك وليس كل مالك مَلِكاً(٦٠٨)
ثم أورد حجة من قرأ بالمد فنقل عنهم قولهم: (إن مالكاً يحوي المُلْك ويشتمل عليه ويصير المُلك مملوكا لقوله جل وعز: ﴿قل اللهم مالك الملك﴾(٦٠٩). فقد جعل المُلْك للمالك، فصار مالك أمدح)(٦١٠)
واستدل كذلك بأن شاعراً جاء إلى النبي - ﷺ - يشكو امرأته فقال: (يا مالك الملك وديان العرب)


الصفحة التالية
Icon