وفي كتاب الله من المعنيين جميعاً قوله سبحانه: ﴿الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله﴾(٦٤٩) فنسب الاهتداء إلى العبد مجازاً فقال: (لنهتدي) ثم علقه بإرادة الله سبحانه بقوله: ﴿وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله﴾.
واختار الرازي الجصاص في تفسيره أن الآية دليل على صحة التوجه إلى جهة القبلة، إذ لا يتصور أن يصيب الناس في توجههم من الآفاق عين الكعبة، فتكون الآية كالتيسير من المولى سبحانه لأهل الآفاق، بقبول توجههم، ولو لم يصيبوا عين الكعبة حقيقة(٦٥٠).
ولا يخفى أن اختيار الجصاص هذا محله التأويل لا القراءة، لأنه وارد على كلا القراءتين، وقد تقدم قبل قليل الوجه الذي ساقه ابن العربي المالكي وهو قريب من اختيار الجصاص(٦٥١).
------------
(٦٤٣) سورة البقرة ١٤٨
(٦٤٤) سراج القاري لابن القاصح ص ١٥٧
وعبارة الشاطبية: ولام موليها على الفتح كملا
فأخبر أن المرموز إليه بالكاف وهو ابن عامر قرأها بفتح اللام، فتعينت القراءة بالكسر لبقية السبعة.
(٦٤٥) لم يأت ابن الجزري في الدرة على ذكر خلافٍ للثلاثة في هذا الوجه فتعين أنهم قرؤوا كالجمهور.
(٦٤٦) حجة القراءات لأبي زرعة بن زنجلة ص ١١٧
(٦٤٧) أحكام القرآن للرازي لابن العربي المالكي جـ١ ص ٤٤
(٦٤٨) سورة الصافات ٩٦، وانظر ص ٤٣٣
(٦٤٩) سورة الأعراف ٤٣
(٦٥٠) أحكام القرآن للرازي الجصاص جـ١ ص ٩٢
(٦٥١) انظر ما قدمناه في الصفحة السابقة، وهو في أحكام القرآن لابن العربي المالكي جـ١ ص ٤٤
المسألة الرابعة:
قوله تعالى: ﴿ولولا دفع الله الناس﴾ البقرة ـ٢٥١ -
قرأ نافع وأبو جعفر ويعقوب: ﴿ولولا دفاع الله الناس﴾ بلا ألف.