والحق أن هذا المعنى ليس مما انفردت به هذه الآية بل له نظائر كثيرة في القرآن منها قوله سبحانه: ﴿والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم﴾(٦٩٤)، وقوله: ﴿فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم﴾(٦٩٥)، مع أن الهداية والإضلال على سبيل الحقيقة بيد الله وحده، ولكن تبارك الذي لا يسئل عما يفعل وهم يسئلون.
------------
(٦٨٧) سورة مريم ١٩
(٦٨٨) تقريب النشر لابن الجزري ص ١٣٩
وعبارة طيبة النشر: همز أهب باليا به خلف جلا حما.................
ولم يأت الشاطبي على ذكر هذه القراءة لاقتصاره على السبع
(٦٨٩) الألوسي روح المعاني جـ١٦ ص ٧٧
(٦٩٠) الكشاف للزمخشري جـ٢ ص ٥٠٥ وبحر العلوم للسمرقندي جـ٦ ص ١٨٠
وانظر الآلوسي جـ١٦ ص ٧٧
(٦٩١) انظر فصل اختلاف مصاحف الأمصار ص ٢٦٣ من هذا الكتاب
(٦٩٢) أي الأربعة الذين قرؤوا بالياء وهم قالون وورش وأبو عمرو ويعقوب
(٦٩٣) انظر مذاهب القراء في إبدال الهمزات ص ١٤١ من هذا الكتاب وما بعدها.
(٦٩٤) سورة محمد ٧
(٦٩٥) سورة الصف ٥
المسألة الثانية عشرة:
قوله تعالى: ﴿إن الله يدافع عن الذين آمنوا﴾ - ٣٨ - الحج، قرأ ابن كثير وأبو عمرو: ﴿إن الله يدفع عن الذين آمنوا﴾بغير ألف. من (دفع يدفع دفعاً). وحجتهما: أن الله عز وجل لا يدافعه شيء، وهو يدفع عن الناس، فالفعل وحده لا لغيره.
وقرأ الباقون: ﴿إن الله يدافع﴾ بالألف. وحجتهم أن (يدافع) عن مرات متواليات، لأن قول القائل (دافعت عن زيد) يجوز أن يراد به: دفعت عنه مرة بعد مرة، وليس ينحى به نحو (قاتلت زيدا)، بل ينحى به نحو قوله: ﴿قاتلهم الله﴾ والفعل له لا لغيره، ونحو هذا: (طارقت النعل وسافرت)(٢٩٦).
وثمرة الخلاف أنه يجوز وصف الله عز وجل بأنه يدافع عن المؤمنين استنادا إلى قراءة الجمهور، دون أن يستلزم ذلك إثبات الفعل لغيره سبحانه وتعالى، إذ هو وحده له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين.