(٧٢٠) سورة النحل ١٠١
(٧٢١) سورة البقرة ١٤٢
(٧٢٢) سورة الأنفال ٦٥
(٧٢٣) الجامع لأحكام القرآن للقرطبي جـ٣ ص ٢٣٠
المسألة الثانية:
قوله تعالى: ﴿ولا تسئل عن أصحاب الجحيم﴾(٧٢٤)
قرأ نافع ويعقوب: ﴿ولا تَسئَلْ عن أصحاب الجحيم﴾(٧٢٥)
وقرأ الباقون: ﴿ولا تُسئَلُ عن أصحاب الجحيم﴾
فهي في القراءة الأولى ناهية جازمة وفي الثانية ناهية، وقد احتج أبو زرعة للفريقين، فقال: حجة ابن نافع ما روي في التفسير أن النبي - ﷺ - قال: ليت شعري، ما فعل أبواي؟ فنزلت: ﴿ولاتسأل عن أصحاب الجحيم﴾، فنهاه الله عن المسألة(٧٢٦).
وهذا الحديث الذي احتج به أبو زرعة رحمه الله لا تقوم به حجة، ولم أعثر على وجه يقويه، وقد قال الحافظ السيوطي عند إيراده لهذا الحديث في الدر: قلت هذا مرسل ضعيف الإسناد، ثم نقل أن عبد بن حميد وابن جرير والمنذر أوردوه عن محمد بن كعب القرظي.
ثم أورد السيوطي رواية أخرى أخرجها ابن جرير عن داود بن عاصم أن النبي - ﷺ - قال ذات يوم: أين أبواي؟.. فنزلت. ثم قال السيوطي: والآخر ـ أي الحديث الآخر ـ معضل الإسناد ضعيف لا تقوم به ولا بالذي قبله حجة(٧٢٧).
ولكن إسقاط هذه الحجة لا ينفي أن قراءة نافع هذه متواترة، ولكن ينبغي التماس سبب آخر لورودها لإقامته مقام الاحتجاج.
وأما جمهور القراء فقد قرؤوها بـ(لا) نافية، وثمة قراءة أخرى لابن مسعود غير متواترة، تظاهر هذا المعنى وهي: ﴿ولن تُسألَ عن أصحاب الجحيم﴾(٧٢٨).
وحاصل توجيه قراءة الجمهور أنها على الاستئناف كأنه قال: ولست تسأل عن أصحاب الجحيم، أي بعد بلاغهم ما أوحي إليك، أو على الحال كأنه قال: وأرسلناك غير سائل عن أصحاب الجحيم.(٧٢٩)


الصفحة التالية
Icon