وانظر الكشاف للزمخشري ط انتشارات آفتاب طهران جـ١ ص ٤٤١
(٧٤٨) جوهرة التوحيد للَّقاني رقم الأبيات ٦٣ - ٦٤
المسألة الرابعة:
قوله تعالى: ﴿وما يفعلوا من خير فلن يكفروه﴾ آل عمران ـ١٢٠ ـ
قرأ حمزة والكسائي وحفص وخلف: ﴿وما يفعلوا من خير فلن يكفروه﴾ بالياء فيهما.
وحجتهم قوله (قبلها) ﴿من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله وهم يسجدون. يؤمنون بالله واليوم الآخر..﴾ ١١٣ و ١١٤ الآية. وكذلك ﴿وما يفعلوا من خير﴾ أي هؤلاء المذكورون وسائر الخلق داخل معهم.
وقرأ الباقون بالتاء فيهما. وحجتهم قوله (قبلها) ﴿كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله﴾ ١١٠
﴿وما تفعلوا من خير فلن تكفروه﴾ أيها المخاطبون بهذا الخطاب.(٧٤٩)
وثمرة الخلاف: أن القراءة بالتاء ﴿وما تفعلوه من خير فلن تكفروه﴾ موجهة إلى الأمة القائمة وهو معنى تظاهرت على الدلالة عليه نصوص كثيرة، ﴿وما تفعلوا من خير تجدوه عند الله﴾(٧٥٠) ﴿إني لا أضيع عمل عامل منكم﴾(٧٥١)
وأما القراءة بالياء فقد أفادت معنى جديداً وهو أن الله عز وجل لن يضيع إحسان أهل الكتاب، فيثيب المحسن منهم ويعاقب المسيء، وهذا المعنى الذي انفردت به هذه الآية تصريحاً وتخصيصاً دلت عليه آيات كثيرة تلميحاً وإشارة: ﴿فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره، ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره﴾(٧٥٢) ﴿إن الله لا يضيع أجر المحسنين﴾(٧٥٣) ﴿من عمل صالحاً فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد﴾(٧٥٤) ولا يخفى أن المقصود بأهل الكتاب هنا مؤمنوهم.
ولكن هذا المعنى الأخير لا يصادم القطعي من النصوص في بطلان أعمال الكافرين، بعد أن ورد صريح النص، وانعقد إجماع الأمة، على ذلك.
قال الله عز وجل: ﴿أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه فحبطت أعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا﴾(٧٥٥) والجمع بين
النصوص أن الآية إنما تخص أهل الكتاب الذين دخلوا في الإسلام كما يدل لذلك سبب نزولها(٧٥٦):