ويرد هنا سؤال: أين يمكننا أن نقف على معارف هؤلاء الصحابة الكرام في القراءة، وهل ثمة مصنفات تركوها نثروا فيها معارفهم، نتلمس فيها اختياراتهم؟
ثم قام الأستاذان الجليلان الدكتور أحمد مختار عمر والدكتور عبد العال سالم مكرم باستقصاء سائر هذه الروايات المتواترة والآحاد والشاذة والباطلة في موسوعة كبيرة تقع في تسع مجلدات أصدرتها انتشارات أسوة التابعة لمنظمة الحج والأوقاف والشؤون الخيرية في طهران، بمساعدة لجنة دعم البحث العلمي لكلية الآداب بالكويت.
والجواب أن ذلك يلتمس من طريقين:
أولاً: ما دونه علماء التفسير والرسم من اختيارات هؤلاء الصحابة الكرام، حيث كانوا يوردون ما قرأ به الصحابة يستعينون به على التفسير وإضاءة المعاني، ومن هذه المصنفات المصاحف لابن أبي داود السجستاني(٥٦)، والبحر المحيط لأبي حيان(٥٧)، وإملاء ما من به الرحمن للعكبري(٥٨)، وإعراب القرآن للنحاس(٥٩)، ومعاني القرآن للأخفش(٦٠)، ومعاني القرآن للقراء(٦١)، وغيث النفع للصفاقسي(٦٢) وحجة القراءات لأبي زرعة بن زنجلة(٦٣)، والتيسير للداني(٦٤)، والتبيان للطوسي(٦٥)، وإتحاف فضلاء البشر للدمياطي(٦٦) وغيرها.
والحق أنه لا يخلو كتاب من كتب التفسير أو الرسم من إشارات كثيرة لما قرأ به الصحابة الكرام من وجوه سمعوها من النبي - ﷺ -.


الصفحة التالية
Icon