ثمرة الخلاف: على الرغم مما قدمنا، من مذاهبهم في تأويل الإحصان فلا يبدو هنا أن لاختلاف القراءة أثراً في الحكم الشرعي، إذا مدار الخلاف على التأويل تأويل كلمة الإحصان لا على القراءة.
وتبقى ثمرة الخلاف في القراءة على مذهب من قال: إن أحصن بالفتح: أسلمن، وبالضم: تزوجن، وهو مذهب احتج به أبو زرعة للقراء(١٢٩٢)، وأورده القرطبي بلا عزو لأحد(١٢٩٣)، وقد رأيت ضعفه وارتجاله فيما بيناه.
وعلى كل فإن الجمع بين القراءتين وفق هذا الاستدلال ينتج عنه اشتراط التزوج والإسلام جميعاً في المحدودة، ويحمل حينئذ حديث البخاري الذي قدمناه على أنه أمر بالجلد على سبيل التعزير لا على سبيل الحد المقرر والله أعلم.
------------
(١٢٦٦) سورة النساء ٢٥
(١٢٦٧) تقريب النشر لابن الجزري ص ١٠٥
وعبارة طيبة النشر:
.............................. أحصن ضم اكسر على كهف سما
(١٢٦٨) الجامع لأحكام القرآن للقرطبي جـ٥ ص ١٤٣
(١٢٦٩) استقراءً من معاجم اللغة الآتية: مجاز القرآن لأبي عبيدة جـ١ وجـ٢ مواضع الإحصان، القاموس المحيط للفيروزأبادي مادة حصن، لسان العرب لابن منظور مادة حصن.
(١٢٧٠) سورة الأنبياء ٨٠
(١٢٧١) سورة الأنبياء ٩١
(١٢٧٢) سورة النساء ٢٣
(١٢٧٣) سورة النساء ٢٥
(١٢٧٤) لسان العرب لابن منظور جـ١٣ ص ١٢٠ مادة حصن.
(١٢٧٥) حجة القراءات لأبي زرعة ص ١٩٨
(١٢٧٦) حجة القراءات لأبي زرعة ص ١٩٨
(١٢٧٧) الجامع للقرطبي جـ٥ ص ١٤٣
(١٢٧٨) روي مرفوعاً من طريق إسحاق بن راهويه وموقوفاً عليه، وقد رواه الدارقطني في سننه، ثم قال: لم يرفعه غير إسحاق، ويقال: إنه رجع عن ذلك والصواب أنه موقوف. نصب الراية للزيلعي جـ٣ ص ٣٢٧
(١٢٧٩) حجة القراءات لأبي زرعة ص ١٩٨
(١٢٨٠) المصدر السابق نفسه.
(١٢٨١) قال الزيلعي: (روى هذا الحديث ابن أبي شيبة والطبراني في المعجم والدار قطني في السنن من حديث أبي بكر بن أبي مريم، ونقل عن الدار قطني قوله: أبو بكر بن أبي مريم ضعيف.