(١٣٣٥) في التنزيل العزيز: فبهت الذي كفر، ثلاثي، لكن قال في اللسان: بهتُّ الرجل أبهته بهتاً إذا قابلته بالكذب. ولو أتى بالصيغة القرآنية لكان أبلغ وأحكم.
(١٣٣٦) تفسير أحكام القرآن للقاضي ابن العربي المالكي جـ١ ص ١٠٧
(١٣٣٧) رواه الترمذي في كتاب البر، رقم ٨٥، ورواه كذلك ابن ماجة في كتاب الفتن جـ٢ ص ٦٠.
(١٣٣٨) سورة الحج ٣٩
المسألة الثانية
قوله تعالى: ﴿يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة﴾(١٣٣٩)
قرأ نافع وابن كثير والكسائي وأبو جعفر: ﴿في السَّلم﴾ بالفتح
وقرأ الباقون: ﴿في السِّلم﴾ بالكسر(١٣٤٠)
واختار أبو زرعة في تأويل السّلم بالفتح ما روي عن قتادة من التابعين وهو أن السَّلم: الموادعة والمسالمة والمصالحة.
ثم أجرى تأويل قراءة الباقين بالكسر على أنها الإسلام(١٣٤١).
واختيار أبي زرعة هذا في تأويل السَّلم والسِّلم ليس محل اتفاق بين النحويين، بل اختار ابن منظور في اللسان عكسه فقال: ادخلوا في السَّلم كافة عنى به الإسلام وشرائعه كلها، ثم نقل عن أبي عمرو البصري: ادخلوا في السِّلم كافة، يذهب بمعناها إلى الإسلام فكان مقتضى اختياره أنها بمعنى واحد خفضاً ونصباً(١٣٤٢).
ثم قال بعد شواهد عدة: والسَّلم: الاستخذاء والانقياد والاستسلام، وهو عكس ما اختاره أبو زرعة.
وقال ابن جرير الطبري في جامع البيان: فأما الذين فتحوا السين فإنهم وجهوا تأويلها إلى المسالمة بمعنى ادخلوا في الصلح والمسالمة وترك الحرب وإعطاء الجزية، وأما الذين قرؤوا ذلك بكسر السين فإنهم مختلفون في تأويله فمنهم من يوجهه إلى الإسلام بمعنى ادخلوا في الإسلام كافة، ومنهم من يوجهه إلى الصلح بمعنى ادخلوا في الصلح. ومن ذلك قول زهير بن أبي سلمى:
وقد قلتما إن ندرك السِّلم واسعاً بمال ومعروف من الأمر نسلم(١٣٤٣)


الصفحة التالية
Icon