.......................... يضركم اكسرا جزم أوصلا
(١٣٤٩) حجة القراءات لأبي زرعة ص ١٧١
(١٣٥٠) سورة الشعراء ٥٠
(١٣٥١) حجة القراءات لأبي زرعة ص ١٧١
(١٣٥٢) لسان العرب لابن منظور ط دار صادر جـ٤ ص ٤٩٤ مادة ضير ومادة ضرر
المسألة الرابعة
قوله تعالى: ﴿يا أيها الذين إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمناً﴾(١٣٥٣)
قرأ المدنيان وابن عامر وحمزة وخلف: ﴿لمن ألقى إليكم السلم لست مؤمناً﴾
وقرأ الباقون: ﴿لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا﴾(١٣٥٤)
فتوجه القراءة الأولى بحذف الألف إلى الاستسلام والانقياد، قال في اللسان: السلم: الاستسلام، والتسالم: التصالح، والمسالمة: المصالحة، وقال الخطابي: إنه السَّلَم، بفتح السين، الاستسلام والإذعان والانقياد، وهو مصدر يقع على الواحد والاثنين والجمع(١٣٥٥).
وتتوجه قراءة الباقين (السلام) إلى التحية المشروعة، ويكون من دلالتها أن المرء معصوم الدم إذا ألقى التحية الإسلامية، حتى يتبين أمره، أي قوله: السلام عليكم، لأن سلامه بتحية الإسلام مؤذن بطاعته وانقياده.(١٣٥٦)
ولكن خالف في ذلك البخاري بقوله: (السَّلَمُ والسلامُ والسِّلْمُ واحد)، مع أنه أورد عبارته هذه في رأس حديث الأعرابي الذي قال: السلام عليكم(١٣٥٧)
وقد قرئت أيضاً: (السِّلْم) على تأويل المسالمة والمصالحة، وقد روي هذا الوجه في غير المتواتر من عاصم وأبان بن زيد وأبي رجاء والبخاري(١٣٥٨).
وأخرج البخاري في سبب نزول هذا الحديث عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان رجل في غنيمة له، فلحقه المسلمون، فقال: السلام عليكم، فقتلوه وأخذوا غنيمته، فأنزل الله في ذلك: ﴿يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمناً تبتغون عرض الحياة الدنيا﴾
قال عطاء(١٣٥٩): قرأ ابن عباس: ﴿السلام﴾(١٣٦٠)