قال ابن حجر في الفتح فمن قرأ ﴿السلام﴾ فمن التحية، وأما ما عداه فمن الانقياد(١٣٦١).
وأورد ابن حجر في الفتح أطرافاً أخرى لهذا الحديث، أرتبها لك كالآتي: (مر رجل من بني سليم بنفر من الصحابة وهو يسوق غنماً له فسلم عليهم فقتلوه، وأخذوا غنيمته... الحديث)(١٣٦٢)
﴿ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك﴾(١٣٤٦).
(بعث رسول الله - ﷺ - سرية فيها المقداد، فلما أتوا القوم وجدوهم قد تفرقوا وبقي رجل له مال كثير فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، فقتله المقداد، فقال له النبي - ﷺ -: كيف بلا إله إلا الله غداً)(١٣٦٣)
(١٣٣٩) سورة البقرة ٢٠٨
(بعثنا رسول الله - ﷺ - في نفر من المسلمين، فيهم أبو قتادة ومحلم بن جثامة، فمر بنا عامر بن الأضبط الأشجعي فسلم علينا، فحمل عليه محلم فقتله، فلما قدمنا على النبي - ﷺ - وأخبرناه الخبر نزل القرآن)(١٣٦٤)
وثمة طرق أخرى للحديث لا تخرج بمجملها عن هذه الدلالة.
.................................... وفتح السلم حرم رشفا
ولدى التأليف بين الروايات يظهر لك أن القاتل هو المقداد بن عمرو في رواية، وأسامة بن زيد في رواية، ومحلم بن جثامة في رواية، ولا يضر تعدد الأسماء فقد تتعدد الأسباب والنازل واحد.
(١٣٤١) حجة القراءات لأبي زرعة بن زنجلة ص ١٣٠
وكذلك فإن تعدد الروايات في النازل أفادنا مزيداً في التوكيد على حرمة الدماء في الإسلام، والترهيب من استباحتها بغير حقها.
قال القرطبي: قال النبي - ﷺ - لأسامة بن زيد:
"أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم أقالها أم لا"(١٣٦٥)
أي تنظر أصادق في قوله أم كاذب، وذلك لا يمكن، فلم يبق إلا أن يبين عنه لسانه، وفي هذا من الفقه باب عظيم، وهو أن الأحكام تناط بالمكان والظواهر، لإبراهيم القطع واطلاع السرائر(١٣٦٦).


الصفحة التالية
Icon