وقال آخرون: معناه لا أمان لهم مصدر (آمنته إيماناً) المعنى: إذا كنتم أنتم آمنتموهم فنقضوا هم عهدهم فقد بطل الأمان الذي أعطيتموهم.
وقرأ الباقون: ﴿لا أيمان لهم﴾ بالفتح جمع يمين.
وحجتهم قوله: ﴿اتخذوا أيمانكم جنة﴾(١٤٢٠) وهو الاختيار، لأنه في التفسير لا عهود لهم ولا ميثاق ولا حلف، فقد وصفهم بالنكث في العهود(١٤٢١).
وثمرة الخلاف: أن علة مقاتلة المشركين هي الكفر كما قررتها قراءة ابن عامر، وهي متواترة.
وقد بينت قراءة الجمهور معنى آخر لقتال المشركين وهو أنهم لا أيمان لهم ولا عهود ولا ميثاق ولا حلف
والجمع بين القراءتين أن قراءة ابن عامر تقرير لعلة القتال(١٤٢٢)، فيما كانت قراءة الجمهور وصفاً لأحوال المشركين حين قتالهم، أو حين الأمر بقتالهم، والله أعلم
------------
(١٤٢٠) سورة المنافقون ـ٣ -
(١٤٢١) حجة القراءات لأبي زرعة بن زنجلة ط مؤسسة الرسالة ص ٣٦٥، وانظر سراج القاري لابن القاصح العذري ط البابي الحلبي ص ٢٣٦. وعبارة الشاطبي: ويكسر لا إيمان عند ابن عامر.............
(١٤٢٢) انظر ما أوردناه في مبحث علة القتال ص ٧١٤
المسألة السابعة
قوله تعالى: ﴿والذين آمنوا ولم يهاجروا مالكم من ولايتهم من شيء حتى يهاجروا﴾ الأنفال ـ٧٢ -
قرأ حمزة: ﴿ما لكم من وِلايتهم﴾ بكسر الواو، وهي مصدر (وليت الشيء ولايةً، ووالٍ حسن الولاية. قال الفراء: ﴿ما لكم من ولايتهم﴾ يريد: من ميراثهم، وكسر الواو في الولاية أعجب إليَّ من فتحها، لأنها إنما يفتح أكثر ذلك إذا كان في معنى (نصرة) قال: فكان الكسائي يفتحها ويذهب بها إلى النصرة ولا أراه علم التفسير ويختارون في (ولَّيته ولاية) الكسر.
وقرأ الباقون: ﴿من وَلايتهم﴾ بالفتح أي: من نصرهم.
والعرب تقول: (نحن لكم على بني فلان ولاية) أي أنصار(١٤٢٣).


الصفحة التالية
Icon