أحدهما: أن يكون أصله (تَلْوُوا) فأبدل من الواو المضمومة همزة فصار (تلؤوا) بإسكان اللام، ثم طرحت الهمزة وطرحت حركتها على اللام فصار (تَلُوْا) ويجوز أن يكون من (الولاية) من قولك (وليت الحكم والقضاء بين الرجلين) أي: (إن قمتم بالأمر أو أعرضتم فإن الله كان بما تعملون خبيراً)
والأصل (تُوْلِيُوا) فحذفت الواو كما حذفنا من (يعد) وكان أصلها (يوعد) فصار (تَلِيوُا) ثم حذفنا الياء ونقلنا الضمة إلى اللام فصار (تلُوا)(١٤٣٦).
ثمرة الخلاف: أن الله خبير يحاسب العباد إذا ظهر منهم اللَّيُّ وهو المماطلة، أو الإعراض وهو إنكار الدين بالكلية، وهو ما دلت عليه قراءة الجمهور.
وهو كذلك خبير يحاسب الخلق إن ولوا شيئاً من أمر المسلمين، أو أعرضوا عن أداء واجبهم في الولاية، وهو ما دلت عليه قراءة حمزة وابن عامر.
لكن نقل القرطبي عن النحاس أن القراءتين وجهان لمعنى واحد، وعبارته: (ليس يلزم هذا (أي تفاوت المعاني أو إنكار إحدى القراءتين) ولكن تكون (تلوا)
بمعنى (تلووا) وذلك أن أصله (تلووا) فاستثقلت الضمة على الواو، بعدها واو أخرى، فألقيت الحركة على اللام وحذفت إحدى الواوين لالتقاء الساكين، وهي كالقراءة بإسكان اللام وواوين)(١٤٣٧)
ومذهب النحاس هذا نقله القرطبي أيضاً عن ابن العربي وعن مكي، وهو شبيه بما قدمناه نقلاً عن أبي زرعة(١٤٣٨).
------------
(١٤٣٥) انظر الدر المنثور للسيوطي ط دار المعرفة جـ٢ ص ٢٣٤
وفيه أيضاً: قال ابن عباس: هي أن تلوي لسانك بغير الحق وهي اللجلجة، فلا يقيم الشهادة على وجهها، والإعراض الترك.
(١٤٣٦) حجة القراءات لأبي زرعة بن زنجلة ط مؤسسة الرسالة ص ٢١٦
وانظر سراج القاري لابن القاصح العذري ط البابي الحلبي ص ١٩٥
وعبارة الشاطبي: وتلووا بحذف الواو الأولى ولامه فضم سكوناً لست فيه مجهَّلا
(١٤٣٧) الجامع لأحكام القرآن للقرطبي ط دار الكاتب العربي جـ٥ ص ٤١٤
(١٤٣٨) المصدر السابق نفسه.
المسألة التاسعة