(١٤٤٣) انظر مثلاً كتاب: العداء والولاء لعبد الله بن إبراهيم الطريقي، إصدار معهد العلوم الإسلامية والعربية في واشنطن ـ أمريكا.
(١٤٤٤) سورة التوبة ٧١
(١٤٤٥) سورة الممتحنة ـ١ -
(١٤٤٦) سورة المائدة ـ٥١ -
(١٤٤٧) سورة آل عمران ١٠٩
(١٤٤٨) سورة الممتحنة ـ٦ -
المسألة العاشرة
قوله تعالى: ﴿والذين آمنوا ولم يهاجروا مالكم من ولايتهم من شيء حتى يهاجروا﴾(١٤٤٩)
قرأ حمزة: ﴿مالكم من وِلايتهم من شيء﴾
وقرأ الباقون: ﴿مالكم من وَلايتهم من شيء﴾(١٤٥٠)
وتتجه قراءة حمزة بكسر الواو إلى معنى الميراث، أي ليس لكم من ميراثهم شيء حتى يهاجروا، وقد صرح بذلك الفراء (١٤٥١)، وأنكر الكسائي ما ذهب إليه من تأويل قراءة الفتح بالنصرة، وكان يقول: ولا أراه علم التفسير.
ذلك أن سائر المفسرين تأولوا الآية على أنها الميراث وهو إنما يقال له وِلاية وليس وَلاية، أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله تعالى:
﴿ والذين آمنوا ولم يهاجروا مالكم من ولايتهم من شيء حتى يهاجروا﴾، قال: نزلت هذه الآية فتوارثت المسلمون بالهجرة فكان لا يرث الأعرابي المسلم من المهاجر المسلم شيئاً، حتى نسخ بعد في سورة الأحزاب:
﴿وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله من المؤمنين والمهاجرين﴾ الأنفال ـ٧٥ - فخلط الله بعضهم ببعض، وصارت المواريث بالملل(١٤٥٢).
وبمثل هذه الرواية جمع السيوطي في الدر المنثور روايات عن أبي حاتم وابن مردويه وأبي عبيدة وأبي داود وابن أبي حاتم(١٤٥٣).
وأما القراءة بالفتح فإن الغالب ورودها بمعنى النصرة، ولكن جمهور المفسرين اختاروا أنها بمعنى الإرث لوجوه ثلاثة:
أولها: أن سياق الآيات إنما هو في قضايا تتصل بالإرث، وقد جاءت الآية الخاتمة في السورة برد الإرث إلى أولي الأرحام، بقوله تعالى:
﴿وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله﴾(١٤٥٤)
ثانيها: لو كانت الآية بمعنى النصرة لوجب أن تكون:


الصفحة التالية
Icon