والأمثلة في هذا الباب أكثر من أن تحصى.
ولم يكن ابن الجزري لينفرد بهذا الاختيار من تلقاء نفسه لو لم تكتمل لديه آلة هذا العلم من المصادر الغنية الموثوقة التي تمثل خلاصتها زبدة هذا العلم ومادته، وهي التي لا زالت مرجع القراء والحفاظ في هذا الفن.
وخلال الفترة ما بين ابن مجاهد وابن الجزري كتبت الكتب الأمهات في علم القراءات، وأصبح واضحاً لكل مشتغل بهذا العلم أن هذا العلم قد نضج واكتمل، وأن الحاجة فيه إلى الترتيب والاختيار باتت مؤكدة، وأصبح العلماء ينتظرون كلمة الحسم التي جاء بها ابن الجزري فيما بعد.
ونستعرض هنا أهم الأعمال التي تم إنجازها خلال هذه الفترة، وهي في ذات الوقت المصادر الأم التي اتكأ ابن الجزري عليها حينما قدَّم للناس كلمة الفصل في القراءات المعتمدة. وهي على ترتيب وفيات مؤلفيها:
ـ كتاب السبعة: للإمام الحافظ أبي بكر أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد التميمي البغدادي المتوفي بها سنة ٣٢٤ هـ(١٧٤).
ـ كتاب التذكرة في القراءات الثمان: للإمام أبي الحسن طاهر بن عبد المنعم بن غليون الحلبي نزيل مصر والمتوفى بها سنة ٣٩٩ هـ(١٧٥).
-كتاب المنتهى في القراءات العشر: للإمام أبي الفضل محمد بن جعفر الخزاعي المتوفى سنة ٤٠٨ هـ(١٧٦).
-كتاب التبصرة للإمام أبي محمد، مكي بن أبي طالب... القيسي القيرواني ثم الأندلسي المتوفى سنة ٤٣٠ بقرطبة(١٧٧).
ـ كتاب الروضة في القراءات الإحدى عشر للإمام أبي علي الحسن بن محمد بن إبراهيم البغدادي المالكي نزيل مصر المتوفى سنة ٤٣٨ هـ(١٧٨).
ـ كتاب التيسير: للإمام الحافظ أبي عمرو عثمان بن سعيد الدَّاني الأندلسي المتوفى بها سنة ٤٤٤ هـ(١٧٩).
ـ كتاب جامع البيان في القراءات السبع: للإمام الداني السابق الذكر(١٨٠).
ـ كتاب المستنير في القراءات العشر: للإمام أبي طاهر أحمد بن علي... بن سوار البغدادي المتوفى بها سنة ٤٩٦ هـ(١٨١).