وكذلك أورد القرآن الكريم في خبر امرأة النبي - ﷺ -:
﴿قالت من أنبأك هذا قال نبأني العليم الخبير﴾(١٩٢).
ونعى القرآن الكريم على من يخوض فيما لم يشهده من جوانب المعرفة:
﴿ما أشهدتهم خلق السموات والأرض ولا خلق أنفسهم﴾(١٩٣).
وقال مخاطباً أهل الكتاب:
﴿يا أهل الكتاب لم تحاجون في إبراهيم وما أنزلت التوراة والإنجيل إلا من بعده أفلا تعقلون * ها أنتم هؤلاء حاججتم فيما لكم به علم فلم تحاجون فيما ليس لكم به علم، والله يعلم وأنتم لا تعلمون﴾(١٩٤).
------------
(١٩١) سورة يونس ٦٨
(١٩٢) سورة التحريم ٣
(١٩٣) سورة الكهف ٥١
(١٩٤) سورة آل عمران ٦٥ - ٦٦
المبحث الثاني: النبي ﷺ والإسناد
وقد عني النبي - ﷺ - بالإسناد، وهو في الحقيقة لم يكن فيما يبلِّغه إلا مُسْنِداً عن الله عز وجل، وإضافة إلى ذلك فقد أسند - ﷺ - عن بعض أصحابه، وأشهر مثال على ذلك هو حديث تميم بن أوس الداري المسمى "حديث الجساسة"، وهو ما يعرفه علماء الإسناد في باب رواية النبي - ﷺ - عن الصحابة، حيث روى عن تميم الداري في حديث الجساسة. وذلك حين دعا الناس إلى المسجد، ثم قال:
(اجلسوا أيها الناس، فإني لم أقم مقامي هذا لفزع، لكن تميماً أتاني فأخبرني خبراً منعني من القيلولة من الفرح وقرة العين فأحببت أن أنشر عليكم فرح نبيكم - ﷺ -: أخبرني أن رهطاً من بني عمه ركبوا البحر فأصابتهم ريح... إلى آخر الحديث)(١٩٥).
وقد بدأ الاهتمام بالإسناد منذ فجر عصر الرسالة، وقد كان النبي - ﷺ - أول من أسند، فقد جاءت الإشارات بذلك متضافرة في القرآن الكريم:
﴿قل ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي إن أتبع إلا ما يوحى إلي﴾(١٩٦)
﴿وما على الرسول إلا البلاغ المبين﴾(١٩٧)
﴿قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فاستقيموا إليه واستغفروه﴾(١٩٨)


الصفحة التالية
Icon