(١٩٥) رواه الإمام مسلم في الصحيح كتاب الفتن باب ٤٨، رقم الحديث ٢٠٥٤، انظر مختصر صحيح مسلم للمنذري ص ٦١٧ وهو في مسند أحمد بن حنبل جـ٦ ص ٤١٧
(١٩٦) سورة يونس ١٥
(١٩٧) سورة العنكبوت ١٨
(١٩٨) سورة فصلت ٤
(١٩٩) رواه الإمام مسلم في كتاب الفتن باب ٤٧، ورواه أحمد بن حنبل في المسند جـ١ ص ٢٦٤ عن عبد الله بن عباس، وزاد فيه قوله - ﷺ -: إن يصدق ذو العقيصتين يدخل الجنة.
(٢٠٠) سورة نون ٥
المبحث الثالث: الإسناد والتوثيق في عهود السلف
ولدى انتشار الهدي القرآني في الحجاز، ومنه إلى آفاق الأرض، بدأ الحديث عن أصول التوثيق، وضوابط الرواية، وبدأ المتحدثون يسندون إلى من يروون عنه، ويعنون بتحرير ألفاظ الرواية شعوراً منهم بأنهم إنما ينقلون للناس أحكام الشريعة التي تنظم شؤون دنياهم وآخرتهم.
وكان في الصحابة في السلف الأول من يستحلف الرواة فيما يروونه للاطمئنان على صدق مروياتهم، على الرغم من عدالة الصحابة ومنزلتهم في نقل السنن.
وقد غلب على المسلمين الاشتغال بخدمة الإسناد في علومهم كافة، ولن تجد في القرون الأولى معرفة بغير إسناد، ويمكن القول إن علم الرواية هو أبو العلوم جميعاً في الإسلام، فالحديث والتفسير والفقه والتاريخ والعقائد كلها كانت جملة مرويات، على الباحث أن يختار منها ما يراه أقرب للحق وأوثق في الرواية.
وحينما بدأ عصر الاختصاص لم يفقد الإسناد أهميته، وإن يكن الرأي قد تبوأ منزلة محترمة، ولكن بقي المعول على الإسناد، وبقي الرأي لا يحتكم إليه إلا حينما تسكت النصوص، وغلبت القاعدة: لا اجتهاد في مورد النص، وهكذا انصرفت جهود العلماء إلى خدمة الإسناد للوقوف على الحقيقة، وهو ما اصطلح على تسميته فيما بعد بعلم التوثيق.