فلو كان في كل باب من هذه الأبواب عشر مسائل لكان علماء الاصطلاح قد كتبوا نحواً من مائة ألف مسألة في أصول حفظ وتدوين العلم الذي كان في ذلك الوقت منصباً على السنة النبوية بشكل أساسي.
ولا بد من الإشارة إلى أن هذه القواعد لم تكن محل اتفاق بين سائر العلماء المشتغلين بالتدوين والتوثيق، بل كان كل واحد يقرر في كتابه ما أداه إليه اجتهاده، وكان مدى اعتبار ذلك عند الناس هو منزلة العالم ومستواه العلمي والفكري(٢٠٢).
ولا ريب أن تفاصيل الحديث عن علم الإسناد محلُّه علم مصطلح الحديث، إذ تجد هناك تفاصيل الصحيح والحسن والضعيف وغيرها، أما في أسانيد القراءات
ولكن ذلك لا يلغي أهمية الإسناد في القراءات، وفي ذلك يقول الشهاب القسطلاني: (هو ـ أي الإسناد في القراءات ـ أعظم مدارات هذا الفن، لأن القراءات سنة متبعة ونقل محض، فلا بد من إثباتها وصحتها، ولا طريق إلى ذلك إلا بالإسناد، فلهذا توقفت معرفة هذا العلم عليه)(٢٠٣).
------------
(٢٠١) لطائف الإشارات للقسطلاني جـ١ ص ١٧٢ - ١٧٣. بتحقيق عامر السيد عثمان الدكتور عبد الصبور شاهين ط المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بمصر ١٣٩٢ هـ.
(٢٠٢) المسلمون وعلوم الحضارة للمؤلف ص ١٦، ١٧.
فلن تجد إلا شيئاً واحداً هو المتواتر، وما سواه مردود، إذ لا سبيل للإقرار بقرآنية النص بدون التواتر.
(٢٠٣) لطائف الإشارات للشهاب القسطلاني جـ١ ص ١٥٤
المبحث الرابع: تصنيف أسانيد القراءات والاحتجاج لها
واعلم أنه يلزم تصنيف القراءات من جهة أسانيدها إلى ثلاثة أقسام:
ـ القراءات المتواترة.
ـ القراءات المختلف في تواترها.
ـ القراءات الشاذة.