والشروط التي يعنيها ابن الجزري هنا هي ما سبق أن بيناها في باب تدوين القراءات السالف، وهي:
١ - أن يتواتر إسناداً من القارئ إلى النبي - ﷺ -.
٢ - أن يوافق الرسم القرآني في أحد المصاحف العثمانية.
٣ - أن يوافق العربية ولو بوجه.
وهذه القراءات الشاذة لم يدوَّن منها أصلاً إلا أربع قراءات وهي قراءة يحيى اليزيدي وابن محيصن والأعمش والحسن البصري، فيما بقيت القراءات الشاذة الأخرى غير مدونة أصلاً ولن يجتمع لك منها إلا بضع كلمات وردت في ثنايا كتب القراءات.
وقد سبقت ترجمة هؤلاء الأربعة(٢١١)، ومن المناسب أن أنوه هنا بأن شذوذ قراءاتهم لا يقلل من عظيم منزلتهم في العلم، وإنما هي مسألة إسناد، وقد سلَّم العلماء بمنزلتهم ومكانتهم، ولكن الآفة فيمن أسند عنهم، وفيمن أسندوا عنه.
وأضيف هنا ترجمة أشهر رواة هؤلاء الأئمة مختاراً راويين لكل إمام كما جرينا في ترجمة رواة العشرة.
راويا قراءة الحسن البصري: توفي ١١٠ هـ
ـ أبو نعيم البلخي: شجاع بن أبي نصر البلخي، ثقة كبير زاهد، قال فيه الإمام أحمد وقد سئل عنه: بخ بخ.. وأين مثله اليوم؟.. لم يدرك الحسن البصري إذ ولد عام ١٢٠ هـ أي بعد موت الحسن بعشر سنين، ولكن روى عنه بإسناد، توفي عام ١٩٠ هـ.
ـ أبو عمر حفص بن عمر الدوري: وهو راوية أبي عمرو البصري، سبقت ترجمته(٢١٢) ـ توفي ٢٤٦.
راويا قراءة الأعمش: توفي سنة ١٤٨ هـ
ـ المطوعي: الحسن بن سعيد المطوعي، رحل في البلاد ثم استقر في اصطخر، كان إماماً في القراءات متقناً لها، توفي عام ٣٧١ هـ.
وروايته عن الأعمش بإسناد إذ ولد بعد موته بنحو مائة وأربعين سنة.
ـ الشنبوذي: أبو الفرج محمد بن أحمد الشطوي الشنبوذي، كان من أئمة القراءة والمحدثين والمفسرين، وروايته عن الأعمش أيضاً بإسناد إذ ولد بعد موته بنحو مائة واثنين وخمسين سنة. ولد سنة ٣٠٠ وتوفي ٣٨٨ هـ.
راويا قراءة ابن محيصن: توفي ١٢٣ هـ.