وحاصل قول السيوطي أنه أفرد بالذكر اصطلاحاً رابعاً هو (الوجه) وهو قد يكون وجهاً في القراءة أو الرواية أو الطريق، والمراد بالوجه أن القارئ به لا ينكر الوجه الآخر للإمام المروي عنه، ويلزم القول إنهما معاً مأذون بهما، تَمَّ تلقيهما من الشيخ القارئ.
------------
(٢٣٢) مع حفظ استثناء واحد وهو باب مد البدل لورش، فقد نقل عنه أصحاب الطرق جواز الطول فيه، وأنكر هذا الباب عنه ابن غلبون، فجزم أن البدل عند ورش بالقصر لا غير. وعبارة الشاطبي:
وعاداً الأولى وابن غلبون طاهر * بقصر جميع الباب قال وقوَّلا
قال ابن القاصح في سراج القاري: إن ابن غلبون قال بالقصر، وجعله هو المذهب لورش، وما سواه غلطاً، وقرر ذلك في كتاب التذكرة، وإنما اعتمد على رواية للبغداديين، فأما المصريون فإنهم رووا التمكين عن ورش. انظر سراج القاري لابن القاصح ص ٥٧.
(٢٣٣) انظر ص ١٢٢ وما بعدها من هذا الكتاب
(٢٣٤) الإتقان جـ١ ص ٣٤
الفصل الرابع: قواعد القراء
تمهيد في معنى القواعد ومناطها
يقصد بقواعد القراء المسائل الأمهات التي تندرج في إطارها الحالات المختلفة لأداء النص القرآني كالمد والقصر والإدغام والإظهار والفتح والإمالة، وغير ذلك من الأمهات الجامعة.
وسيتضح المعنى بجلاء أكبر حين ندرس في الفصل القادم التعريف بالفرشيات والتمييز بينها وبين الأصول.
والغاية من بسط هذين الأصلين: قواعد القراء والفرشيات، فتح باب تحصيل القراءات أمام الراغبين، إذ يلاحظ أن غالب الدارسين للعلوم الإسلامية يتعاملون مع علم القراءات كعلم مغلق مبهم، ممنوع على غير أهل الاختصاص، والحقيقة أن تحصيل الكفاية من هذا العلم ممكن وارد، وليس مما تستغرق به الأعمار، ولا هو مما تفنى به الأيام، مع التنويه هنا بأن الاختصاص في هذا الباب يحتاج إلى تفرغ، وهو وإن كان لا يبلغه كل أحد إتقاناً، ولكن الاطلاع عليه ممكن لكل راغب.
تمهيد في طرق دراسة قواعد القراء