٢- ادعى بعض الإثني عشرية أن سورة "الإنسان" نزلت في حق علي وفاطمة والحسن والحسين، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "إن سورة هل أتى مكية باتفاق العلماء وعلي إنما تزوج فاطمة بالمدينة بعد الهجرة ولم يدخل بها إلا بعد غزوة بدر وولد له الحسن في السنة الثالثة من الهجرة والحسين في السنة الرابعة (١).
٣- قال تعالى: ﴿ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ﴾ فسرها الإثنا عشرية بأنها نزلت في علي وفاطمة والحسن والحسين، وهذه القاعدة ترد هذا القول لأن عليا لم يتزوج فاطمة إلا في المحرم من السنة الثانية، وولد الحسن في الثالثة والحسين في الرابعة، وهذه السورة مكية فكيف تكون نزلت فيهم.
ثم إن "القربي" معرفة باللام فلا بد أن يكون معروفا عند المخاطبين الذين أُمر أن يقول لهم: "قل لا أسألكم...".
والحق تفسير الآية بما فسرها به حبر الأمة عبد الله بن عباس كما رواه عنه البخاري أن النبي - ﷺ - لم يكن بطن من قريش إلا كان له فيهم قرابة فقال: إلا أن تصلوا ما بيني وبينكم من القرابة (٢)، وصحح هذا القول ابن جرير وابن كثير وابن حجر والشوكاني وغيرهم.
القاعدة الثالثة
فهم السلف حجة على من بعدهم
السلف هم الصحابة الكرام وأعيان التابعين وأئمة الدين ممن شهد له بالإمامة دون من رمي ببدعة كالرفض والقدر والإرجاء وغيرها.
وهذه القاعدة ترد تفاسير أهل الأهواء والبدع الذين خالفوا تفاسير الصحابة وتابعيهم فحملوا القرآن على معان اعتقدوها وليس لهم فيها سلف من الصحابة والتابعين وأئمة الدين.
وقد نص على هذه القاعدة في الترجيح ابن جزيء الكلبي في مقدمة تفسيره (٣) والشاطبي في الموافقات (٤) وغيرهم.
التطبيق:
(٢) البخاري ٨/٤٢٦ مع الفتح
(٣) التسهيل ١/٩
(٤) ٣/٧٧