إذا تأيد أحد الأقوال بآية أو آيات أخرى أو قراءة متواترة في نفس الآية فهو أولى بحمل الآية عليه لأن تأييد القرآن له يدل على صحته واستقامته فإن تأيد كل قول بما سبق خرج الترجيح بينهما عن هذه القاعدة ويطلب من قواعد أخرى.
ويدخل تحت هذه القاعدة ما إذا كانت الآيات ترد أحد الأقوال وتقضي ببطلان مقتضاه وذلك لأنه إذا رد أحد الأقوال أو ضعف ترجح القول الآخر، أو انحصر الراجح في بقية الأقوال.
وهذه القاعدة تدخل تحت أول نوع من أنواع التفسير وهو تفسير القرآن بالقرآن وقد أجمع العلماء على أنه أشرف أنواع التفسير إذ لا أحد أعلم بمعنى كلام الله منه سبحانه (١).
وينقسم تفسير القرآن بالقرآن إلى قسمين:
أ توفيقي لا اجتهاد فيه ولا نظر وهو: أن يكون في الكلام لبس وخفاء فيأتي بما يزيله ويفسره (٢) إما بعده مباشرة أو في موضع آخر وارد مورد البيان له مثل تفسير أولياء الله في قوله تعالى: ﴿ أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ بقوله: ﴿ الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ ﴾.
ومثال ما فسر في موضع آخر قوله تعالى: ﴿ وَعَلَى الَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا مَا قَصَصْنَا عَلَيْكَ مِن قَبْلُ ﴾ وذلك في قوله تعالى: ﴿ َعَلَى الَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا إِلاَّ مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا أَوِ الْحَوَايَا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ ﴾.
(٢) معترك الأقران ١/٢٧٣