ب اجتهادي، وهو المعتمد على النظر وقوة الاستنباط وذلك بان يحمل معنى آية على آية أخرى تكون مبينة وشارحة للآية الأولى وهذا النوع فيه المقبول ومنه المردود كأي اجتهاد في تفسير آية، ولا اعتبار في قبوله بكونه فُسِّرت آية بأخرى، فكثيرا ما تجعل الآية أو لفظ منها نظيرا لما ليس مثل، وقد يكون حمل الآية على الأخرى اجتهادا مجردا خالا من الهوى والبدعة لكنه خلاف الراجح لوجود معارض أقوى منه، واعتضاد غيره بوجه من وجوه الترجيح.
إذا علم هذا فالمعتبر هو صحة النظر وقوة الاستنباط والتجرد من كل هوى وبدعة فإذا توفر هذا وسلم من المعارض الأقوى منه فهو مرجح للقول الموافق.
التطبيق:
١- قال تعالى: ﴿ فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَباً قَالَ هَذَا رَبِّي ﴾ اختلف المفسرون في قوله تعالى: ﴿ هَذَا رَبِّي ﴾ هل هو مقام:
- نظر وأن إبراهيم كان مسترشدا طالبا للتوحيد حتى وفقه الله وآتاه رشده.
- مناظرة لقومه ليبين لهم بطلان ما كانوا عليه من عبادة الأصنام.
والقول الثاني هو الحق والذي يدل عليه القرآن فمجادلة إبراهيم لأبيه وقومه هي التي جاءت في القرآن ولم يرد في القرآن أنه كان مشركا في زمن ما بل نفى الله تعالى عن إبراهيم الشرك فقال: ﴿ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ وقال تعالى: ﴿ قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ ونفي الكون الماضي يستغرق جميع الزمن الماضي (١).
٢- قال تعالى: ﴿ قالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ ﴾ اختلف المفسرون هنا على أقوال:

(١) انظر: ابن عطية ٦/٩١، والرازي ١٣/٥٠، ومجموع الفتاوى ٦/٢٥٤، وابن كثير ٣/٢٨٦


الصفحة التالية
Icon