١- قوله تعالى: ﴿ لا ينال عهدي الظالمين ﴾ فهذا العهد إن كان هو النبوة وجب ألا ينالها أحد من الظالمين، وإن كان هو الإمامة فكذلك، لأن كل نبي لا بد أن يكون إماما يؤتم به وكل فاسد ظالم لنفسه فوجب ألا تحصل النبوة لأحد من الفاسقين.
٢- قال تعالى: ﴿ وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَغُلَّ ﴾ وحكم الغلول كحكم سائر الذنوب.
وقد اعتمد هذه القاعدة ورجح بها الإمام الطبري (١) وابن العربي (٢) وابن عطية (٣) والرازي (٤) وغيرهم.
التطبيق:
قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَداً ثُمَّ أَنَابَ ﴾ يذكر بعض المفسرين قصة الشيطان الذي أخذ خاتم سليمان وجلس على كرسي سليمان وطرده عن ملكه وتسلط على نسائه في الحيض واستمر على ذلك حتى وجد سليمان الخاتم في بطن سمكة... الخ، وهذه قطعة باطلة لطعنها في عصمة النبوة.
الفصل الثالث
قواعد الترجيح المتعلقة بلغة العرب
المبحث الأول
قواعد الترجيح المتعلقة باستعمال العرب للألفاظ والمباني
القاعدة الأولى
كل تفسير ليس مأخوذا من دلالة ألفاظ الآية وسياقها فهو رد
كل تفسير خرج بمعاني كتاب الله تعالى عما تدل عليه ألفاظه وسياقه ولم يدل اللفظ على هذا المعنى بأي نوع من أنواع الدلالة مطابقة أو تضمنا والتزاما أو مفهوما موافقا أو مفهوما مخالفا فهو مردود، لأنه إذا كان بهذه الصفة كان ضربا من التخرص والتلاعب لا تقره لغة ولا يرضاه دين ولا عقل وليس من تفسير كلام الله في شيء.
فالألفاظ يكون التخاطب والإفصاح عن المراد وهي قوالب المعاني فإلغاء دلالاتها إبطال للغة التخاطب وفائدته.
ودلالة اللفظ هي: ما ينصرف إليه هذا اللفظ في الذهن من معنى مدرك أو محسوس ويدل لهذه القاعدة جملة أدلة منها:
(٢) ٣/٤٧
(٣) ٩/٣٩٤
(٤) ١٣/٥٠