التطبيق: قال تعالى: ﴿ وأشربوا في قلوبهم العجل ﴾ قال أبو حيان: هو على حذف مضافين أي حب عبادة العجل وقال الجمهور: بل على حذف مضاف واحد والتقدير: حب العجل، وهذا هو الأولى تقليلا للمحذوف".
القاعدة الثامنة
القول بالترتيب مقدم على القول بالتقديم والتأخير
إذا اختلف المفسرون في تفسير آية من كتاب الله وكان خلافهم دائرا بين مدع للتقديم والتأخير في الآية ومبق لها على ترتيبها فأولى القولين بالصواب قول من قال بالترتيب لأنه الأصل في الكلام، ولا ينتقل عن الأصل إلا بدليل واضح وقرينة بينة لا سيما إذا استقام المعنى بدونه، فإذا احتمل الأمر وعُدم الدليل والقرينة فالقول الحق أن يبقى الكلام على ترتيبه.
وقد نص على هذه القاعدة الطبري (١) والرازي (٢) وابن تيمية (٣) وغيرهم.
التطبيق:
قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِن نِّسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِّن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا ﴾ ذهب بعض العلماء إلى أن في الآية تقديما وتأخيرا تقديره: والذين يظاهرون من نسائهم فتحرير رقبة من قبل أن يتماسا فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين فمن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا ثم يعودون لما قالوا إنا لا نفعله فيفعلونه فعلى هذا القول لا يكون العود شرطا في وجوب الكفارة.
وذهب الجمهور إلى أن الآية على ترتيبها وليس فيها تقديم ولا تأخير على خلاف بينهم في تفسير العود، وهذا القول هو ما تقرره هذه القاعدة لأن الأصل وظاهر النظم هو الترتيب ولا يوجد في الكلام دليل صريح أو قرينة واضحة تدل على صحة دعوى التقديم والتأخير.
القاعدة التاسعة
لا تحمل الآية على القلب ولها بدونه وجه صحيح
إذا اختلف المفسرون بين حمل الآية على القلب –وسيأتي بيانه- أو عدمه فحمل الآية على عدم القلب هو الصحيح متى صح ذلك، لأنه هو الموافق لظاهر الآية، ولا يعدل عن الظاهر إلا بدليل.

(١) ٣٠/١٥٣
(٢) ١٢/١١٤
(٣) المجموع ١٦/٢١٨


الصفحة التالية
Icon