قال تعالى: ﴿ وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم ﴾ قرأ الكوفيون وابن عامر بفتح الياء وإسكان الخاء من غير ألف، وقرأ الباقون بضم الياء وبألف بعد الخاء وكسر الدال.
قال مكي: "وحمل القراءتين على معنى واحد أحسن وهو أن "خادع" و "خدع" بمعنى واحد من فاعل واحد.
القاعدة الثالثة
معنى القراءة المتواترة أولى بالصواب من معنى الشاذة
القراءة الشاذة هي كل قراءة اختل فيها شرط من شروط القراءة الصحيحة فإذا خالفت القراءة الشاذة القراءة المتواترة في مدلولها ووقع الخلاف بين العلماء في تفسير الآية بناء على اختلاف معنى القراءتين ولم يمكن حمل القراءة الشاذة على معنى القراءة المتواترة بحيث يتحد معنى القراءتين فأولى الأقوال بالصواب في تفسير الآية تفسيرها وحملها على مدلول القراءة المتواترة لأن الشاذ لا يقوى على منازعة الثابت المجمع عليه وقد ذكر هذه القاعدة واستعملها في الترجيح بين المفسرين الإمام الطبري وابن عطية والحافظ ابن حجر وغيرهم.
التطبيق:
١- قال تعالى: ﴿ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ ﴾ أي الذين عندهم علم الكتب التي نزلت قبل القرآن كالتوراة والإنجيل.
لكن جاء في قراءة شاذة (ومِن عِندِه علم الكتاب) أي من عند الله علم الكتاب، قال ابن جرير: "والتأويل الذي على المعنى الذي عليه قراء الأمصار أولى بالصواب مما خالفه إذ كانت القراءة بما هم عليه مجمعون أولى بالصواب (١).
٢- قال تعالى: ﴿ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا ﴾ وقرأ ابن عباس وعلي وغيرهم: (فلا جناح عليه ألا يطوف بهما) ودلالتها أن الطواف بين الصفا والمروة سنة لا يجب بتركه شيء وهذا قول ابن مسعود ورواية عن أحمد لكن هذه القراءة تخالف القراءة المتواترة وما خال فالمتواتر المجمع عليه إن لم يمكن الجمع بينهما فهو باطل (٢).
القاعدة الرابعة
(٢) أضواء البيان ٥/٢٤٨