ومن فوائد معرفة ذلك: العلمُ بالمتأخر فيكون ناسخا أو مخصصا على رأي من يجوز تأخير المخصص.
والحكم على السورة بأنها مكية أو مدنية قد يكون حكما على جميع آياتها، وقد يكون حكما باعتبار الغالب، فيقال: سورة كذا مكية، وفيها كذا آيات مدنية، وسورة كذا مدنية، وفيها كذا آيات مكية.
وكل ذلك مبين باحكام وضبط متين.
والأكثرون على أن الفاتحة مكية، وورد أنها أول ما نزل من القرآن بدليل قوله تعالى: (وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ) فسرها ﷺ بالفاتحة. وقيل: أنها نزلت مرتين، مرة بمكة ومرة بالمدينة إعلاما بتشريفها.
وأما أول ما أنزل من آيات القرآن فهو خمس الآيات، أول سورة العلق التى نزل بها جبريل عليه السلام على الرسول ﷺ أول مرة وهو فى غار حراء بمكة المكرمة يوم البعثة النبوية.
(الدرس الخامس): معرفة الحضري والسفري
والمراد بالحضري: ما نزل على الرسول ﷺ فى الحضر أي حال الإقامة، لا السفر وهو الأكثر، وبالسفري: ما نزل عليه فى حال السفر وهو الأقل.
وهذا النوع أعم مما قبله، لأن الحضري قد يكون مكيا، وقد يكون مدنية، وكذلك السفري.